نقلت "بي بي سي" عن شهود عيان في مدينة درعا السورية مقتل ستة أشخاص على الأٌقل وإصابة عشرات آخرين في هجوم شنته القوات الخاصة السورية لإنهاء اعتصام في الجامع العمري الجامع العمري بدرعا جنوب سوريا (أ ف ب) في الوقت، الذي دخلت الاحتجاجات في درعا يومها السادس على خلفية اعتقال السلطات لأطفال وقاصرين. وقالت المصادر ذاتها إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا، عندما أطلقت قوات الأمن السورية النار على معتصمين في محيط الجامع العمري بمدينة درعا الواقعة في جنوب البلاد. وكانت أصوات إطلاق نار كثيف سمعت في ساعة مبكرة، أول أمس الأربعاء، قرب الجامع, في ما يبدو أنها محاولة من قوات الأمن لإنهاء الاعتصام، الذي يقوم به محتجون سوريون، منذ أربعة أيام. وقامت السلطات بقطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية عن المدينة قبل بدء العملية في الساعات المبكرة من صباح أول أمس الأربعاء. وكان المئات من المحتجين، الذين يطالبون بإصلاحات سياسية ومكافحة الفساد, احتشدوا في وقت سابق في الشوارع حول الجامع العمري لمنع القوات الأمنية من اقتحامه. وقال شهود عيان إن قوات الأمن السورية هجمت على المعتصمين حوالي الواحدة والنصف ليلا وأطلقت الرصاص الحي بكثافة على المعتصمين. وأضافوا أنهم بحدود 500 شخص كانوا يعتصمون بشكل سلمي في خيام نصبت قرب الجامع وان لهم مطالب محددة في إطلاق سراح الأطفال، الذين اعتقلوا في المدينة وتخفيف الضغط الأمني على المدينة. ونقلت "فرانس برس" عن ناشط حقوقي وقوع خمسة قتلى وعشرات الجرحى نتيجة ما قال انه هجوم عنيف شنته القوات السورية على المعتصمين أمام الجامع العمري. من جهته، عرض التلفزيون السوري صورا لكميات من الأسلحة والذخيرة قال إن مسلحين قاموا بتخزينها في الجامع "العمري" في مدينة درعا. وتضمنت الصور، التي عرضت كميات من البنادق الرشاشة والمسدسات وقنابل يدوية ومتفجرات وصناديق ذخيرة, بالإضافة إلى عدد من الأوراق المالية. وكان مصدر سوري رسمي صرح أن " عصابة مسلحة قامت بتخزين أسلحة وذخيرة في الجامع العمري واستخدمت أطفالاً اختطفتهم من عائلاتهم كدروع بشرية". وأضاف أن "عصابة مسلحة اعتدت على طاقم طبي في سيارة إسعاف مرت بالقرب من الجامع العمري ما أدى إلى مقتل طبيب ومسعف وسائق السيارة، وأن قوى الأمن القريبة من المكان اشتبكت مع المعتدين، واستطاعت أن تصيب عددا منهم وتعتقل بعضهم فيما لقي أحد عناصر قوى الأمن مصرعه أثناء الاشتباك. من جهة أخرى، أكد فاروق الشروع، نائب الرئيس السوري، أن القيادة السياسية ستتخذ تدابير على صعيد الإصلاح والتطوير ومحاربة الفساد ودفع التنمية بخطوات ملحوظة لتحسين مستوى حياة المواطنين في جميع المحافظات السورية. وقال الشرع في لقاء مع الصحافة بدمشق الليلة الماضية, أن درجة الوعي، التي أيقظتها الأحداث المستجدة في المنطقة العربية "لابد أن تشكل حافزا لبناء الأوطان وليس المس بوحدة وتماسك مواطنيها". وأشار إلى الأحداث "المؤسفة"، التي شهدتها مدينة درعا والى الجهود "الفورية"، التي بذلتها القيادة السياسية ل "تطويق هذه الأحداث وقطع الطريق على محاولات إثارة الفوضى واستهداف المنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة".