عقدت المملكة المغربية واليابان، أول أمس الخميس، بالرباط، الدورة الثانية للجنة المختلطة والرابعة للمشاورات السياسية الثنائية، تحت الرئاسة المشتركة ليوسف العمراني، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وكورو بيسو، نائب وزير الشؤون الخارجية الياباني. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المسؤولين الساميين تدارسا، بشكل معمق، خلال هذه الدورة، التي بدأت بالوقوف دقيقة صمت ترحما على ضحايا الزلزال، الذي ضرب شمال اليابان، مختلف أوجه العلاقات القائمة بين المغرب واليابان. وأشاد الطرفان، في ختام هذا الاجتماع البناء، بعلاقات الصداقة والتعاون الممتازة، التي تربط بين المغرب واليابان في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية والثقافية والتقنية. وكانت الإصلاحات متعددة الأبعاد العديدة، التي انخرطت فيها المملكة، أخيرا، في صلب الكلمة الافتتاحية للعمراني، وهي الإصلاحات ذات الحمولة الاستراتيجية، التي أثارت اهتمام وإعجاب نائب وزير الشؤون الخارجية الياباني. وأضاف البلاغ أن المسؤولين الساميين جددا التأكيد، بشكل مشترك، على إرادتهما لتطوير والدفع أكثر بالعلاقات المغربية - اليابانية في مختلف المجالات. وهكذا، وقف الشريكان على سبل متعددة لتحقيق قفزة نوعية على مستوى التعاون الثنائي. ويجسد التوقيع على اتفاقين ماليين مهمين، على هامش هذه الاتصالات، بشكل ملموس، التطلعات الصادقة التي أبان عنها الشريكان بهذه المناسبة. كما تميزت هذه المشاورات السياسية، المغربية – اليابانية، بتبادل معمق لوجهات النظر بشأن القضايا السياسية، التي تحظى باهتمام مشترك، ذات الطابع الإقليمي والدولي. وجرى تخصيص هذه المشاورات لإبراز تطور القضية الوطنية، والتطورات الأخيرة، التي يعرفها العالم العربي، ومنطقة جنوب شرق آسيا، والتهديدات التي يشكلها الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، فضلا عن الدبلوماسية متعددة الأطراف. وفي إطار تدخله بشأن تطور القضية الوطنية، قدم الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الخلاصات، التي توصل إليها المغرب عقب انعقاد الجولة السادسة للمفاوضات غير الرسمية بمالطا، فضلا عن المواعيد المقبلة المقررة في إطار مسلسل التفاوض، الذي جرى الانخراط فيه تحت إشراف الأممالمتحدة. كما تطرق الوفدان إلى الوضع بإفريقيا، إذ ذكر العمراني، بهذه المناسبة، بأن عمل المغرب بإفريقيا يتجسد في إطار برامج متنوعة للتعاون متعدد القطاعات، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار التعاون ثلاثي الأطراف. وأبرز العمراني أن الأهمية التي يوليها المغرب واليابان للتعاون ثلاثي الأطراف (المغرب- اليابان- إفريقيا) برزت كقاسم مشترك في الاستراتيجية الدبلوماسية للبلدين، مشيرا إلى أن مبادرة مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد) تعد رافعة فعالة من أجل النهوض بتنمية مستدامة ومندمجة بإفريقيا. وحرص الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون على التذكير والتنويه بحرارة، باسم المغرب، بالدور المهم، الذي تضطلع به الوكالة اليابانية للتعاون، في تفعيل برامج للتعاون. وخلص البلاغ إلى أن المغرب واليابان ثمنا تطابق وجهات نظرهما بشأن مجموع المواضيع التي جرى التطرق إليها. وكان الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، يوسف العمراني، أعلن، أول أمس الخميس بالرباط، أن المغرب واليابان يرتبطان بعلاقات تعاون "نموذجية"، سيما في الميادين الاقتصادية والتقنية والثقافية. وأشاد العمراني، في ندوة صحفية، نظمت في أعقاب انعقاد الدورة الثانية لأشغال اللجنة المختلطة والدورة الرابعة للمشاورات السياسية الثنائية، بالتعاون المثمر القائم بين المغرب واليابان، وكذا تطابق وجهات نظرهما في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وعبر الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون عن ارتياح المغرب لجودة هذا التعاون والحوار السياسي، واستعداده لفتح آفاق جديدة للشراكة انطلاقا من المكتسبات الإيجابية التي جرت مراكمتها بفضل هذا التعاون. من جهته، أبرز كورو بيشو، نائب وزير الشؤون الخارجية الياباني، أن بلاده ظلت تنظر على الدوام إلى المغرب باعتباره بلدا مستقرا وشريكا مهما للغاية بالمنطقة. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، أبرز الديبلوماسي الياباني تقدير بلاده للجهود الحثيثة، التي بذلها المغرب، معربا عن الأمل في أن تتوصل الأطراف المعنية إلى حل دائم لهذا النزاع، من خلال مسلسل المفاوضات القائم حاليا.