أيدت غرفة الجنايات الاستئنافية لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب، أول أمس الاثنين، الحكم الجنائي الابتدائي القاضي ب 10 سنوات سجنا في حق الجزائري بنرابح بنيطو متهمون بالإرهاب خلال محاكمتهم أمام استئنافية سلا (أ ف ب) الذي تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها البلجيكية على خلفية متابعته في ملف "خلية بليرج"، بناء على مذكرة دولية للوكيل العام لاستئنافية الرباط. وكانت النيابة العامة بالمحكمة ذاتها التمست، خلال مرافعتها، تأييد الحكم الابتدائي في حق المتهم لثبوت الجرائم المسطرة في صك الاتهام، فيما التمس دفاعه البراءة لفائدة اليقين، واحتياطيا لفائدة الشك. يذكر أن النيابة العامة لدى استئنافية سلا، وجهت للمتهم، الذي كان لاجئا في بلجيكا، بعد استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، تهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وحيازة أسلحة نارية وجمع وتدبيرأموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية. وكانت مصادر مطلعة أكدت أن المتهم الجزائري، سبق أن جرت مواجهته مع عبد القادر بليرج، المتهم الأول في ملف "خلية بليرج"، خلال التحقيق معه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، خاصة أن بليرج كان تحدث عن بنرابح وعن اللقاءات التي جمعته به، في تصريحاته أمام قاضي التحقيق والضابطة القضائية، عقب اعتقاله. وأضافت المصادر نفسها أن المتهم عبد القادر بليرج تحدث بتفصيل في البحث التمهيدي عن علاقته الوطيدة بالمتهم الجزائري بنرابح، الذي كان بمثابة مفتاح اتصالاته بعناصر متطرفة، وأشخاص بكل من الجزائر وأفغانستان. وتجدر الإشارة إلى أن محامي بليرج أكد، خلال محاكمة أفراد خلية "بليرج" استئنافيا، بأنه لم يتمكن من لقاء موكله والتخابر معه لأن مصالح الأمن كانت بصدد إخراجه من السجن في اتجاه مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، من أجل إجراء مواجهة بينه وبين صديقه الجزائري بنيطو. وكان بليرج، حسب محاضر الشرطة، تعرف على صديقه الجزائري سنة 1999، إذ يعتبر الأخير من الأعضاء البارزين، وقيادي سابق بجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي أصبحت اليوم تحمل اسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كما كان مكلفا باستقطاب وإرسال المتطوعين إلى معسكرات الجماعة. وأشارت المحاضر نفسها إلى أن المتهم الجزائري، كان طلب من المتهم بليرج السفر إلى الجزائر سنة 2005 لعقد لقاء مع مسؤولي الجماعة بهدف خلق قنوات اتصال والاتفاق حول كيفية إرسال المتطوعين الجهاديين من أوروبا للخضوع إلى تدابير شبه عسكرية بمعسكرات الجماعة الجزائرية. يذكر أن السلطات البلجيكية سلمت المتهم بنرابح، المزداد سنة1966 بسيدي بلعباس بالجزائر، لنظيرتها المغربية وذلك للاشتباه في علاقته بعبد القادر بليرج، المتهم الرئيسي ضمن خلية تتكون من35 متهما صدرت في حق أفرادها أحكام تتراوح بين السجن المؤبد وسنة موقوفة التنفيذ.