قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الملحقة بابتدائية سلا، المكلفة بقضايا مكافحة الإرهاب، نهاية الأسبوع الماضي، ب 10 سنوات سجنا في حق بنرابح بنيطو الجزائري الذي تسلمته السلطات المغربية من نظيرتها البلجيكية على خلفية متابعته في ملف "خلية بليرج"، بناء على مذكرة دولية للوكيل العام لاستئنافية الرباط. وصدر الحكم، وفق مصادر مقربة من الملف، بعد جلسة ماراتونية، استمرت لساعات، استمعت خلالها هيئة الحكم إلى تصريحات المتهم، ومرافعات ممثل النيابة العامة والدفاع، قبل أن تحجز القضية للمداولة، وتصدر حكمها السابق. يذكر أن النيابة العامة لدى استئنافية سلا، وجهت للمتهم، الذي كان لاجئا في بلجيكا، بعد استنطاقه ابتدائيا وتفصيليا من طرف قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، تهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وحيازة أسلحة نارية وجمع وتدبيرأموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية. وكانت مصادر مطلعة أكدت أن المتهم الجزائري، سبق أن جرت مواجهته مع عبد القادر بليرج، المتهم الأول في ملف "خلية بليرج"، الذي يتابع فيه 35 متهما، خلال التحقيق معه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدارالبيضاء، يوم فاتح مارس الماضي، خاصة أن المتهم بليرج كان تحدث عنه وعن اللقاءات التي جمعته به، في تصريحاته أمام قاضي التحقيق والضابطة القضائية، عقب اعتقاله. وأضافت المصادر نفسها أن المتهم عبد القادر بليرج تحدث بتفصيل في البحث التمهيدي عن علاقته الوطيدة بالمتهم الجزائري بنرابح، الذي كان بمثابة مفتاح اتصالاته بعناصر متطرفة، وأشخاص بكل من الجزائر وأفغانستان. يذكر أن محامي بليرج أكد، خلال محاكمة أفراد خلية "بليرج" استئنافيا، بأنه لم يتمكن من لقاء موكله، والتخابر معه، لأن مصالح الأمن كانت بصدد إخراجه من السجن في اتجاه مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، وهو ما يرد على تساؤل المحامي بأن إخراج المتهم من المركب السجني بسلا، يوم 2 فبراير الماضي، كان من أجل إجراء مواجهة بينه وبين صديقه الجزائري بنيطو، الذي كانت السلطات البلجيكية، سلمته لنظيرتها المغربية للاشتباه في علاقته بخلية بليرج. وكان قاضي التحقيق باستئنافية الرباط، استمع ابتدائيا للمتهم الجزائري، الذي كان مقيما في بلجيكا، إذ وجهت له النيابة العامة بالمحكمة نفسها، تهم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وحيازة أسلحة نارية، وجمع وتدبير أموال بنية استخدامها في أعمال إرهابية. وكان المتهم عبد القادر بليرج، حسب محاضر الشرطة، تعرف على صديقه الجزائري سنة 9991، إذ يعتبر الأخير من الأعضاء البارزين، وقيادي سابق بجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي أصبحت اليوم تحمل اسم "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، كما كان مكلفا باستقطاب وإرسال المتطوعين إلى معسكرات الجماعة. وأشارت المحاضر نفسها إلى أن المتهم الجزائري، كان طلب من المتهم بليرج السفر إلى الجزائر سنة 5002 لعقد لقاء مع مسؤولي الجماعة بهدف خلق قنوات اتصال والاتفاق حول كيفية إرسال المتطوعين الجهاديين من أوروبا للخضوع إلى تدابير شبه عسكرية بمعسكرات الجماعة الجزائرية.