أكد المدير العام للمركز المغربي لإنعاش الصادرات "المغرب تصدير"، سعد بنعبد الله، أن المشاركة القوية للمغرب في المعرض الدولي لدكار، المنظم في الفترة ما بين 24 فبراير الجاري و7 مارس المقبل. تعكس الرغبة القوية في الالتزام بالتعاون جنوب-جنوب، في إطار روح شراكة مربحة لكلا الطرفين، لاسيما بالسينغال، حيث يتعين تعزيز المكتسبات، واستكشاف فرص جديدة. وأبرز أن حضور المغرب في هذه التظاهرة، من خلال ممثلين لكبار الفاعلين بقطاعات متنوعة، يندرج في إطار دينامية التعاون جنوب-جنوب، الذي يحظى باهتمام قائدي البلدين الشقيقين، كما يروم الاستفادة من العلاقات الثنائية العريقة، والاتجاه نحو شراكة كفيلة بتمكين البلدين من ولوج أسواق أوسع. وأوضح بنعبد الله أن بإمكان المغرب، المدعوم باتفاقات التبادل الحر، التي مكنته من ولوج أزيد من 50 بلدا، فتح نافذة لشركائه السينغاليين على كل من أوروبا وأمريكا والشرق الأوسط، مضيفا أن بإمكان السينغال، أيضا، توفير واجهة مماثلة بالمنطقة، لاسيما ضمن فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا. وأشار إلى أن الرواق المغربي بهذا الفضاء المخصص لعقد اللقاءات يضم فاعلين من خمس قطاعات رائدة في الاقتصاد المغربي، ويتعلق الأمر بالبناء والأشغال العمومية، والصناعات الصيدلية والكيماوية، إلى جانب الكهرباء، والنسيج، والصناعات الغذائية. وإلى جانب مجموعات كبرى لها فروع دولية، يضيف بنعبد الله، شاركت العديد من المقاولات الناشئة في معرض دكار، بهدف إثبات وجودها على الصعيد القاري، من خلال استكشاف فرص خلق شراكات مع فاعلين سينغاليين وبلدان إفريقية أخرى، مسلطا الضوء على الإمكانات الهائلة، التي تزخر بها منطقة غرب إفريقيا. وأكد أن معرض دكار يشكل مناسبة لإبراز كفاءة وخبرة المقاولات المغربية، وعقد لقاءات مباشرة مع الفاعلين الاقتصاديين من بلدان مختلفة، خاصة السينغال، الذي يعد الشريك الأول للمغرب بإفريقيا جنوب الصحراء ومورده الثالث. وعقد نادي المستثمرين المغاربة بالسينغال، خلال اليوم الثاني من هذه التظاهرة، لقاء مع الفاعلين، الذين زاروا الرواق المغربي، حيث تمحورت النقاشات خلال هذا اللقاء، الذي عقد بحضور سفير المغرب بدكار، على الخصوص، حول ضرورة التوصل لاتفاق يهم التجارة والاستثمار مع فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا (8 دول بمنطقة غرب إفريقيا)، الذي وقعت أحرفه الأولى منذ عدة سنوات. ومع دخول قوانين تهم فضاء الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا حيز التنفيذ، أصبحت الاتفاقيات الثنائية، التي أبرمها المغرب مع البلدان الثمانية الأعضاء بهذا الفضاء متقادمة. وبالنسبة لجميع الفاعلين المغاربة، بات ملحا التوصل لاتفاق يتيح تيسير التعاون جنوب-جنوب، كما هو مأمول في إطار روح الشراكة المربحة لكلا الطرفين. ويشارك المغرب منذ سنة 1996 في هذا المعرض، المصنف ضمن أهم المعارض الاقتصادية بالقارة الإفريقية. وستجرى بهذه المناسبة العديد من لقاءات الأعمال والمبادلات التجارية المختلفة بين الفاعلين الاقتصاديين، القادمين من جميع أنحاء العالم. واكتسب معرض دكار، مع مرور الوقت، نضجا واحترافية عالية، إلى جانب سمعة انعكست من خلال التدفق القوي للزوار، الذين فاق عددهم خلال الدورة ال18 التي نظمت سنة 2008 ،200 ألف زائر، كما عرفت الدورة نفسها مشاركة نحو500 مقاولة سينغالية و800 مقاولة من 24 بلدا، في حين تسجل الدورة الحالية نتائج أفضل، حسب المنظمين. يذكر أن المركز المغربي لإنعاش الصادرات، الذي يشرف على المشاركة المغربية في هذه التظاهرة، يضطلع بمهمة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لإنعاش وتنمية الصادرات على أرض الواقع. وتقدم هذه المؤسسة دعما للمقاولات المصدرة، سواء على مستوى المواكبة أو الإعلام أو التكوين، إلى جانب دعمها لمهام الاستكشاف التجاري للأسواق الخارجية. وكان وزير التجارة السينغالي، أمادو نيانغ أكد، خلال مؤتمر صحفي، أن الدورة ال19 للمعرض ستنظم حول موضوع راهن يتمثل في "الأمن الغذائي" الذي يعد انشغالا رئيسيا لبلدان القارة الإفريقية. وستتناول النقاشات مواضيع تهم على الخصوص، "تطوير الفلاحة.. رافعة للاندماج الاقتصادي الإقليمي"، و"انسجام السياسات الفلاحية بين مختلف دول لجنة دول غرب إفريقيا"، و"حرية تنقل البضائع والأشخاص". ويحتضن المعرض فضاء كبيرا يخصص لعرض (عينات وبيع مباشر) للسلع والخدمات، في حين أن الأروقة الأخرى تخصص لتنظيم نقاشات حول عدة مواضيع، من خلال موائد مستديرة، ومحاضرات، ولقاءات للأعمال، والشراكة، وكذا للتنشيط الثقافي.