في إطار الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، نظمت وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع بالإمارات، أخيرا، حفلا تكريميا للفائزين ب "جائزة البردة" في موضوع مدح الرسول الكريم وسيرته العطرة، في دورتها الثامنة. صورة جماعية للفائزين ب 'جائزة البردة' في حفل التكريم وشهد الحفل، الذي احتضنه مسجد الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، بحضور الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وعبد الرحمن بن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، وعدد من العلماء وكبار المسؤولين والسفراء العرب، عرض الأعمال الفائزة خلال فعاليات الاحتفال، لتنقل بعد ذلك إلى المركز الثقافي بأبوظبي. ومن بين المكرمين في هذا الحفل، الشاعر المغربي، محمد عريج، الذي تمكن من الفوز بجائزة البردة الأولى فئة الشعر الفصيح، وحسن مبارك محمد الربيح، من السعودية الفائز بالجائزة الثانية، ونزار نجم ناصر الجبوري من العراق، الحاصل على الجائزة الثالثة، وجاسم محمد الصحيح من السعودية المتوج بالجائزة الرابعة. وتضم لائحة المكرمين، أيضا، جميع الفائزين بمختلف جوائز "البردة" في صنف الخط العرب، والشعر النبطي، ومنهم الفائز بالجائزة الأولى في خط النسخ مقديد بابير من بريطانيا، والفائز بالجائزة الأولى في "خط النستعليق" كيوان يد اللهي من إيران، والفائزة بالجائزة الأولى في الزخرفة الإيرانية ليلا عباسي، والمتوج بالجائزة الأولى في الأسلوب الحديث علاء إسماعيل عبد الرحمن من العراق، فيما حجبت الجائزة الأولى للشعر النبطي. وأوضح بلاغ لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في دبي، التي تشرف على الجائزة، أن "الدورة الثامنة تميزت على سابقاتها بالمشاركة النوعية في كافة فروع المسابقة، إذ ارتفع مستوى الجودة في الأعمال المشاركة، التي وردت من عدد كبير من الدول العربية والإسلامية". وأوضح البلاغ ذاته، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن "إجمالي المشاركات في الجائزة وصل إلى 336 عملا، إذ شارك في فرع الشعر الفصيح والنبطي 170 شاعرا وفي الخط العربي بالأسلوب التقليدي في الفرعين النسخ والنستعليق وصل عدد الأعمال المقدمة للمسابقة، التي استوفت الشروط، إلى 41، وفي هذا الفرع حرص المشاركون على التقدم بأعمالهم من خلال 14 ورقة بخلاف الأعوام السابقة، التي كان المتسابق فيها ملزما بالمشاركة بورقة واحدة، فيما وصل عدد المشاركين في فرع الخط العربي بالأسلوب الحديث إلى 97 مشاركا وفي الزخرفة تقدم 28 مشاركا". من جهته عبر الشاعر المغربي محمد عريج، الذي سبق له أن تألق في برنامج "أمير الشعراء" بأبوظبي، عن عميق فرحته بهذه الجائزة، التي اعتبرها تتويجا لجميع الشعراء المغاربة، الذين يعانون أزمة إعلامية خانقة. وعن سر انجذابه للشعر العمودي التقليدي الفصيح، أكد عريج، المزداد سنة 1984 بالدارالبيضاء، أن للقصيدة العمودية فضاء شاسعا، يمكنه من التحليق كيفما شاء، قائلا "مخطئ من يظن أن قيود القصيدة العمودية قد تثقل على الشاعر في تحليقه ذاك، بل على العكس تماما، إنها تتحول بسرعة إلى جناحات تساعد الشاعر المتمكن من أدواته في تحليقه، وأظن أن الاشتغالات الآن على القصيدة العمودية اختلفت كثيرا وتطورت بشكل واضح، مما يدل على أن عمود الشعر ليس قاصرا ولا محدودا". وبخصوص، مشاركته في برنامج "أمير الشعراء"، في دورته السابقة، التي وصل فيها إلى مرحلة متقدمة جدا، قال الشاعر المغربي، الذي يعمل أستاذا للرياضيات، إن "أمير الشعراء" فتح له الباب كي يطل منه مباشرة على قلوب الناس ومن غير وسيط، ومنحه بطاقة تعريف جديدة، جمع فيها صورته مع مهنة شاعر، مشيرا إلى أنه إذا اقترن وجهه الآن عند الناس بالشعر، فالفضل يعود إلى هذا البرنامج، الذي تحول فيه الشعر إلى وجبة إعلامية يلتهمها البسطاء قبل النخبة. وأوضح عريج أن "أمير الشعراء" أبرز بالفعل بعضا من ملامح تجربته الشعرية، مؤكدا أنه تحول بفضل البرنامج من محمد عريج، أستاذ الرياضيات، إلى محمد عريج، الشاعر، وصار الشعر مقترنا باسمه، الذي أصبح محط اهتمام الأوساط الأدبية والثقافية، التي باتت تدعوه إلى ملتقياتها ومهرجاناتها، ما جعله في تواصل دائم مع جمهور محبي الشعر. وتتميز جائزة "البردة" عن مثيلاتها بسهولة شروط المشاركة والبعد عن التعقيد والروتين، مما ساهم في زيادة عدد المشاركات وانتشارها على مستوى العالم، بالإضافة إلى تنوع فئات الجائزة، التي تشمل المسابقة الشعرية المفتوحة للشعراء من داخل الدولة وخارجها، في الشعر النبطي، وشعر الفصحى، في موضوع مدح الرسول الكريم وسيرته العطرة، بالإضافة إلى مسابقة الخط العربي بفرعيها، الكلاسيكي والحديث، ومسابقة الزخرفة الكلاسيكية على مستوى العالم.