أكدت العداءة المغربية، مريم العلوي السلسولي، الموقوفة ثلاث سنوات، على خلفية اتهامها بتناول مواد منشطة محظورة، أن أيادي خفية تلاعبت بملفها لإلصاق تهمة تعاطي المنشطات بها كاشفة النقاب عن وجود مغالطات كبيرة وتناقضات صارخة في التحاليل، التي خضعت لها، طيلة الفترة ما بين ثاني غشت والسادس عشر منه عام 2009، وهو العام الذي صادف بطولة العالم لألعاب القوى، التي احتضنتها ألمانيا. وكانت السلسولي تتحدث في لقاء مع بعض ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، بمقر نادي سطاد المغربي للكرة الحديدية، الثلاثاء الماضي، وجاءت مرفوقة بملف متكامل لتأكيد براءتها، إذ أوضحت أن العينة، التي خضعت للتحاليل لم تؤخذ منها في برلين، وأن جهات معينة سعت إلى تلفيق التهمة بها، من أجل استبعادها من خوض نهائي 1500 متر، في بطولة العالم، لأنها كانت مرشحة للظفر بإحدى الميداليات، وأن الهدف الأساسي من توريطها هو ضرب ألعاب القوى الوطنية في العمق. وأوضحت العداءة المغربية أن محاميها الإسباني، بمعية خبير ألماني، وضعا تقريرا مفصلا يضم جميع حيثيات تحاليل العينتين "ألف" و"باء"، التي خضعت لهما في 2 غشت 2008، والتناقض الصارخ بينهما على مستوى اختلاف المواد المنشطة، إذ اكتشف وجود مادة "نيست" في العينة ألف، و"ريكونيتوس" في العينة باء، وتضمن تقرير العينة الأولى العديد من التشطيبات، ما يتنافى مع الإجراءات والقوانين المعمول بها في الاتحاد الدولي لألعاب القوى، واختلاف المراحل، التي وصلت بهما العينتان إلى مختبر لوزان لفحصهما، وهو وضع غير قانوني، فضلا عن أن عينتي البطلة المغربية استغرقتا 10 أيام للوصول من الرباط إلى مختبر لوزان، ودرجة حرارتهما كانت مرتفعة عن المعدلات القانونية لحظة وصولهما، لأن القانون الدولي يشدد على أن العينة يجب أن تكون مجمدة أو على الأقل باردة جدا، لكي تحفظ مميزاتها، كما أن الجهة، التي تكفلت بعملية النقل غير معترف بها من طرف الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. وأضافت السلسولي أن العينتين وصلتا ناقصتين من حيث كميتهما بحوالي 20 ميليلترا، ما يثبت أنهما فتحتا قبل فحصهما من طرف مختبر لوزان، وأن هناك تلاعبات فيهما، فضلا عن إخبارها بنتيجة العينة الأولى الخاصة بالفحص الذي خضعت له بالمغرب يوم 2 غشت، قبل موعد السباق النهائي بيوم واحد، علما أن الفحص أجري لتأكيد مشاركتها في بطولة العالم من عدمه، إذ كان من الممكن أن يجري الفحص قبل ذهابها إلى برلين، على اعتبار أن المدة الفاصلة على خضوعها للفحص ومشاركتها في ربع النهاية يوم 17 غشت 2008، 16 يوما، وبالتالي كان من الممكن إخبارها بالنتيجة قبل وصولها للمسابقة النهائية لمسافة 1500 متر لبطولة العالم، لأن التوقيف كان يوم 21 غشت، والنهاية أجريت يوم 22 منه، وتأكيد نتيجة التحاليل كانت يوم 28 غشت، ما يؤكد أن الهدف كان هو منعها من المشاركة في النهائي، لأنها أثبتت في نصف النهاية أنها قادرة على الصعود إلى منصة التتويج، علما أن السلسولي أجرت فحصا ثانيا في المغرب، 15 يوما بعد عودتها من برلين، أثبت أن جسمها خال من أي مواد منشطة، علما أن مادتي "نيست" و"ريكونيتوس" لا تتلاشي من الجسم في هذا الوقت القياسي. وقالت السلسولي إن الدعوى القضائية، التي رفعتها أمام المحكمة الإدارية ما زالت في بدايتها، وأن القرار الوحيد الذي اتخذ بشأنها هو توقيف العقوبة إلى حين إعادة النظر في الملف، داعية الجامعة إلى مساندتها في محنتها، لأن استهدافها يعني استهداف ألعاب القوى المغربية.