تنفس منكوبو مخيمات النوايل،"لستيراد" وبلعامري، والجعاونة، الصعداء وتسلل الأمل تدريجيا إلى نفوسهم، بعد طمأنتهم من طرف السلطات الإقليمية بإيوائهم في القريب العاجل إجراءات استعجالية لدعم ومساعدة السكان المنكوبين (خاص) والاستفادة من مشروع قريتين نموذجيتين لإيواء السكان المتضررين، بشراكة بين عمالة سيدي سليمان، والمجلس الإقليمي، والجماعة القروية أولاد بن حمادي، وصندوق التنمية القروية التابع لوزارة الإسكان. وجوه تائهة تبحث عن جواب وسط ركام التراب والروائح النثنة، وأخرى تحملق في السماء الصافية تدعو الله أن ينعم عليها بسكن لائق يحميهم قساوة البرد، الذي تسلل إلى أجسادها وحرارة الشمس التي أحرقت وجوههم، وتأجج لهيبها في رؤوسهم.. هكذا كانت إلى وقت قريب حالة أغلب سكان مخيم النوايل بضواحي سيدي سليمان، الذي ذمرته فيضانات واد "الحامة"، الذي اجتاح المنطقة.. أطفال يعيشون في دائرة الخوف، وآخرون يلعبون فوق تلال الأزبال والوحل ويرددون أنشودة المطر من كلماتهم وإبداعهم وكان مطلعها "ياربي تصب الشتا غير شوية وتخلينا نمشوا المدرسة". ليس الأطفال وحدهم من تأقلموا مع الوضع المرير، وغضب الطبيعة وتغير أحوال الطقس، بل النساء بدورهن بحثن عن حل للخروج من ظروف وصفت بالعصيبة. قالت عائشة برزق بصوت عال "منذ شهرين وأنا أعيش ظروفا صعبة رفقة خمسة أبناء عاطلين عن العمل"، دون أن تنسى ذكر المساعدات الغذائية والطبية، التي وزعتها السلطات الإقليمية والهلال الأحمر المغربي. وأضافت عائشة أن هم السكان الوحيد هو الحصول على بقعة، وبناء منزل يحميها وأبناءها من البرد القارس، مركزة على ضرورة البناء المجاني. من جهته أكد محمد خاصي، عضو في لجنة المتابعة في ملف دوار "لاستيراد" الملقب بالنوايل ل "المغربية" أن السكان المتضررين سيستفيدون من بقع أرضية، مشيرا إلى أنه جرى عقد اجتماع مع عامل عمالة سيدي سليمان، وطرح المشكل، ووعدهم بإيجاد حل جذري يخص مشكل السكن في دور ذات مواصفات ومعايير حديثة، بدل السكن في منازل طينية. وقال خاصي إن تفويت الأرض لبناء دور لإيواء المنكوبين يتطلب وقتا طويلا لإتمام الإجراءات القانونية المتعلقة بتمرير الأرض عبر الجماعات المحلية، مؤكدا أن السكان ينتظرون، أيضا مساعدات مالية، قصد البناء والخروج من أزمتهم. وختم خاصي كلمته بأن الحوار مازال متواصلا مع عامل عمالة سيدي سليمان، من أجل تسريع وتيرة الحصول على الأرض. ومن بين الإجراءات التي قامت بها عمالة سيدي سليمان لفائدة مكنوبي دوار ليستراد والجعاونة بالجماعة القروية أولا بن حمادي، إيواء سكان دوار ليستراد سنة 30-12-2010، المتضررين جراء فيضانات 29 و30 12-2010، بمرآب ضيعة "كوماكري" سابقا، وتزويدهم بالخيام (71 خيمة)، وكذا الأغطية 162 غطاء، كما جرى ربط مكان الإيواء بالماء الصالح للشرب. واستفاد المتضررون من خدمات فرقة طبية قامت بفحوصات طبية لفائدتهم، بتاريخ 1/1/2011، إضافة إلى توزيع بعض المواد الغذائية والأغطية من طرف الهلال الأحمر المغربي، وتوزيع مساعدات غذائية وأغطية من طرف وزارة الداخلية لفائدة السكان المتضررين. ومن أجل تسهيل عملية رجوع سكان الدوار إلى منازلهم عملت السلطة المحلية والإقليمية على إنجاز حاجز وقائي لحماية دوار "ليستراد" من فيضانات واد الحامة على طول 300 متر، وإزالة الأوحال الموجودة بالدوار وتهيئة المسالك بتمويل مشترك بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والجماعة القروية لأولاد بن حمادي بغلاف مالي قدره، 160 ألف درهم، وتصريف المياه الموجودة بالدوار إلى قناة بومعيز المجاورة. ويجري حاليا الاشتغال على إنجاز مشروع قريتين نموذجيتين بالدوارين لإيواء السكان المتضررين بشراكة بين عمالة سيدي سليمان والمجلس الإقليمي والجماعة القروية، أولاد بن حمادي وصندوق التنمية القروية التابع لوزارة الإسكان. يشار إلى أنه عقدت سلسلة من الاجتماعات التحسيسية والتواصلية والتقريرية مع السكان، من أجل الانخراط في مشروع القرية النموذجية، وتوجت الاجتماعات بتعيين تمثيلية عن السكان تتولى التنسيق مع السلطات والإدارة.