اتخذت عمالة إقليمسيدي سليمان بتنسيق مع قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق إجراءات استعجالية ومقتضيات من أجل خلق قرية نموذجية لإيواء منكوبي فيضانات دوار الصيابرة، الذين عاشوا ظروفا عصيبة لأيام طويلة. وأكد محمد حنفي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة سيدي سليمان ل "المغربية" أن معدل التساقطات المطرية المسجلة ما بين شتنبر 2009 والعشرية الأولى من شهر مارس 2010 وصلت إلى 746 مليمترا، مشكلة بذلك رقما قياسيا مند سنوات الأربعينيات، وأدت مساحة الأمطار الغزيرة إلى فيضانات الأودية وبالخصوص واد سبو، التي شهدها دوار الصيابرة التابع للجماعة القروية أولاد أحسين، والتي ترتب عنها تشريد نحو 302 شخص و2152 متضرر. وأضاف حنفي، أنه من أجل إيواء منكوبي فيضانات دوار الصيابرة، وبتعليمات من عامل إقليمسيدي سليمان، جرى تشكيل لجنة تقنية مكونة من السلطة المحلية، ومصلحة المسح الطوبوغرافي، والمحافظة العقارية، ومصالح الفلاحة قصد التنقيب والبحث عن بقعة أرضية لاستقبال مشروع إعادة إيواء المنكوبين، مشيرا إلى أنه جرى الوقوف على إكراهات كادت تحول دون الوصول إلى الهدف، وهي نقص حاد في أراضي الأملاك المخزنية، والجماعات السلالية والتي يمكن استغلالها، إضافة إلى إكراهات أخرى متعلقة بالتجهيزات الهيدرو فلاحية في مجموع الأراضي الموجودة بالجماعة القروية أولاد احسين. وأوضح حنفي أنه جرى اختيار بقعة أرضية مساحتها 10 هكتارات بدوار الملاينة من طرف ممثلي العائلات المتضررة، وتمت الموافقة على هدا الاختيار من طرف اللجنة التقنية الإقليمية، وذلك باقتناء البقعة الأرضية من طرف الجماعة القروية أولاد احسين، إذ بلغت التكلفة الإجمالية لاقتناء البقعة 3.500.000 درهم. ومن أجل وقاية الموقع تشكلت لجنة مختلطة مكونة من ممثلي وكالة الحوض المائي لسبو، والوكالة الحضرية و قسم التجهيز التابع للعمالة، من أجل وضع حاجز وقائي على طول 1200 متر بغلاف مالي يقدر ب 1.000.000 درهم، مشيرا إلى أن أشغال بناء الحاجز الوقائي لدوار الصيابرة من الفيضانات كان موضوع ترخيص برنامج متعلق بفتح ميزانية بالمجلس الإقليمي بتاريخ 29 يوليوز 2010 بغلاف مالي 1.050.000 درهم. يشار إلى أن السلطات عملت على إعادة تفويت البقعة الأرضية باسم أرملة مالك البقعة الأرضية ونشر بالجريدة الرسمية، إضافة إلى تدخل من طرف وزارة الفلاحة من أجل إسقاط الصبغة الفلاحية عن القطعة الأرضية موضوع الرسم العقاري 13/44521، كما منحت لجنة الاستثناءات المحدثة بالدورية الوزارية رقم 31/10.098 والتي انعقدت بتاريخ 21 شتنبر 2010 موافقتها حول خلق تجزئة لإعادة إيواء متضرري دوار الصيابرة من الفيضانات. ومن بين الإجراءات التي اتخذتها العمالة بعد الفيضان أجرأة عملية مليون يوم عمل للتخفيف من أثار الفيضانات في إطار الإنعاش الوطني حيث خصص غلاف مالي للإقليم قيمته 10.312.500،حيث بلغ عدد أوراش الإنعاش الوطني 93 ورشا، بينما الجماعة القروية أولاد احسين رصد لها غلاف مالي قيمته :793.545.1 درهم بالنسبة إلى 31 ورشا. من جهة أخرى، أكد رئيس قسم الشؤون الاقتصادية بعمالة سيدي سليمان، أنه في البداية اتخذت العمالة إجراءات مستعجلة لمساعدة السكان المنكوبين، من قبيل إيواء الأسر المتضررة في الخيام بدوار الملاينة على بعد كيلومترين من دوار الصيابرة، وتجهيز المخيم بالماء الشروب والكهرباء، والمرافق الصحية، ثم وضع نقط للدرك الملكي والصحة والهلال الأحمر والقوات المساعدة من أجل التأطير عن قرب، إضافة إلى إدماج 120 من الأطفال المتمدرسين في مدرسة الملاينة مع منحهم الملابس والكتب والأدوات المدرسية. وعملت السلطة الإقليمية، حسب قسم الشؤون الاقتصادية، على دعم العائلات المنكوبة، مع تدخل الوقاية المدنية وإحصاء العائلات والمساكن المنهارة مع تنظيم الزيارات المساندة المستمرة من طرف السلطة الإقليمية للعائلات المتضررة من أجل الإنصات إلى انتظاراتهم ومساعدتهم في تحقيق ملتمساتهم، مع خلق لجنة مكونة من ممثلي العائلات المنكوبة كمخاطب إلى جانب السلطات المحلية والمصالح الخارجية، وعقد اجتماعات متتالية مع السلطة الإقليمية بالعمالة من أجل دراسة المشاكل، التي تواجه السكان المتضررين وإعطاء الحلول المناسبة.