اتخذت عمالة إقليمسيدي سليمان، بتنسيق مع قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق، إجراءات استعجالية ومقتضيات من أجل خلق قرية نموذجية لإيواء منكوبي فيضانات دوار الصيابرة إذ أكد حنفي، رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق أن معدل التساقطات المطرية المسجلة ما بين شتنبر 2009 والعشرية الأولى من شهر مارس 2010، وصلت إلى 746 ملم، مشكلة رقما قياسيا منذ سنوات الأربعينيات، وأدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات الأودية، وبالخصوص واد سبو، التي شهدها دوار الصيابرة، التابع للجماعة القروية أولاد أحسين – قيادة المساعدة - ترتب عنها تشريد نحو302 سكن و2152 متضررا. وفي هذا الصدد، اتخذت مجموعة من الإجراءات الإستعجالية من أجل دعم ومساعدة السكان المنكوبين بغية التخفيف من آثار الفيضانات، واتخاذ التدابير اللازمة من أجل خلق قرية نموذجية لإعادة إيواء المنكوبين. في البداية، اتخذت العمالة إجراءات مستعجلة لمساعدة السكان المنكوبين، من قبيل إيواء الأسر المتضررة في الخيام بدوار الملاينة على بعد كيلومترين من دوار الصيابرة، وتجهيز المخيم بالماء الشروب والكهرباء والمرافق الصحية، ثم وضع نقط للدرك الملكي والصحة والهلال الأحمر والقوات المساعدة من أجل التأطير عن قرب، إضافة إلى إدماج 120 من الأطفال المتمدرسين في مدرسة الملاينة، مع منحهم الملابس والكتب والأدوات المدرسية. وعملت السلطة الإقليمية على دعم العائلات المنكوبة مع تدخل الوقاية المدنية وإحصاء العائلات والمساكن المنهارة. من جهة أخرى، قامت السلطة الإقليمية بإجراءات أخرى، همت تنظيم الزيارات المساندة المستمرة من طرف السلطة الإقليمية للعائلات المتضررة من أجل الإنصات إلى انتظاراتهم، ومساعدتهم على تحقيق ملتمساتهم، مع خلق لجنة مكونة من ممثلي العائلات المنكوبة كمخاطب إلى جانب السلطات المحلية والمصالح الخارجية، وعقد اجتماعات متتالية مع السلطة الإقليمية بالعمالة من أجل دراسة المشاكل، التي تواجه السكان المتضررين وإعطاء الحلول المناسبة. أما الإجراءات المتخذة من طرف المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، فتجلت في وضع مستوصف صحي للقرب مؤقت، بمحاذاة المخيم "المؤقت" لدوار الصيابرة بدوار الملاينة. من بين الإجراءات المتخذة بعد الفيضان أجرأة عملية مليون يوم عمل للتخفيف من آثار الفيضانات في إطار الإنعاش الوطني، إذ خصص غلاف مالي للإقليم قيمته 10.312.500 درهما، حيث بلغ عدد أوراش الإنعاش الوطني 93 ورشا، بينما الجماعة القروية أولاد احسين رصد لها غلاف مالي قيمته 793.545.1 درهما بالنسبة إلى 31 ورشا. من أجل إيواء منكوبي فيضانات دوار الصيابرة، و بتعليمات من عامل إقليمسيدي سليمان، جرى تشكيل لجنة تقنية مكونة من السلطة المحلية ومصلحة المسح الطوبوغرافي والمحافظة العقارية ومصالح الفلاحة، قصد التنقيب والبحث عن بقعة أرضية لاستقبال مشروع إعادة إيواء المنكوبين. وأكد حنفي أنه جرى الوقوف على إكراهات كادت تحول دون الوصول إلى الهدف، وهي نقص حاد في أراضي الأملاك المخزنية والجماعات السلالية، التي يمكن تعبئتها وإكراهات متعلقة بالتجهيزات الهيدرو فلاحية في مجموع الأراضي الموجودة بالجماعة القروية أولاد احسين. وجرى اختيار بقعة أرضية مساحتها 10 هكتارات بدوار الملاينة من طرف ممثلي العائلات المتضررة، وتمت الموافقة على هذا الاختيار من طرف اللجنة التقنية الإقليمية، إذ جرى اقتناء البقعة الأرضية من طرف الجماعة القروية أولاد احسين، بتكلفة إجمالية بلغت 3.500.000 درهم. من أجل وقاية الموقع، تشكلت لجنة مختلطة مكونة من ممثلي وكالة الحوض المائي لسبو، والوكالة الحضرية، وقسم التجهيز التابع للعمالة، من أجل وضع حاجز وقائي على طول 1200 متر بغلاف مالي يقدر ب 1.000.000 درهم أشغال بناء الحاجز الوقائي لدوار الصيابرة من الفيضانات كان موضوع ترخيص برنامج متعلق بفتح ميزانية بالمجلس الإقليمي بتاريخ 29 يوليوز 2010 بغلاف مالي 1.050.000 درهم، إضافة إلى إعادة تفويت البقعة الأرضية باسم أرملة المالك، ونشره بالجريدة الرسمية، وكذلك تدخل من طرف وزارة الفلاحة من أجل إسقاط الصبغة الفلاحية عن القطعة الأرضية موضوع الرسم العقاري 13/44521، ومنحت لجنة الاستثناءات المحدثة بالدورية الوزارية رقم 31/10.098، التي جرى انعقادها بتاريخ 21 شتنبر 2010 موافقتها حول خلق تجزئة لإعادة إيواء متضرري دوار الصيابرة من الفيضانات.