خاض المركز الصحي الاجتماعي ابن النفيس، بالدارالبيضاء، مباراة جودة الخدمات، صباح الخميس الماضي، حسب مسؤول بالمركز نفسه، إلى جانب عدد من المراكز الصحية بالمغرب، وهي مبادرة، تنظمها كل سنة وزارة الصحة وتهدف إلى دعم الجهود المبذولة في القطاع. ونظم المركز الاجتماعي ابن النفيس حملة تحسيسية حول داء السيدا بين 13 و16 يناير الماضي، لفائدة سكان دوار المسعودي والأحياء المجاورة له، إضافة إلى فحوصات بالمجان، يومي 20 و21 من الشهر نفسه، لفائدة 240 امرأة. "المغربية" زارت المركز، الذي أنشئ بهدف تقريب الخدمات الصحية من حوالي 14 حيا عشوائيا وصفيحيا، تابع لعمالة مقاطعة أنفا، واطلعت على حصيلة حوالي سنة من العمل الاجتماعي. يقع المركز الصحي الاجتماعي ابن النفيس قرب دوار المسعودي، التابع لعمالة مقاطعة أنفا بالبيضاء، بين شاطئ عين الدئاب والحي الحسني، ويوجد في حي يجمع بين الشقق الفاخرة، والفيلات، والدور العشوائية. شُيد في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بهدف تلبية حاجيات أفراد الأسر المعوزة، التي تعيش بالدور العشوائية، خاصة الذين عانوا، مدة سنوات، مشقة التنقل إلى مركزي العنق وبدر، وسط المدينة، حسب محمد طيفور بناني، مدير المركز. أمام المركز الصحي الاجتماعي، وعن يساره، تتراص فيلات فاخرة، تتخلل أزقتها أشجار يانعة، وعن يمينه، توجد مدرسة ابن النفيس، وإلى جانبها يظهر سور طويل يحيط بمجموعة من الأحياء الصفيحية، فيما تبدو في الأفق سماء زرقاء اللون، تعكس أمواج الشاطئ المطل على المحيط الأطلسي. عند باب المركز الصحي الاجتماعي ابن النفيس، استقت "المغربية" تصريحات نساء استفدن من بعض خدماته، إذ قالت رحمة، التي تقطن بدوار المسعودي، إنها مصابة بداء السكري، وقصدت المركز للحصول على حقنة الأنسولين، والاستفادة من فحص طبي مجاني، مضيفة أن قرب المركز الصحي من الدوار يُجنبها مشقة التنقل إلى وسط المدينة. وبينما كانت رحمة تعبر عن ارتياحها للخدمات، التي يقدمها الطاقم الطبي بالمركز، كانت رفيقتها حليمة تحاول إخفاء معارضتها لما تقوله، إذ أوضحت ل"المغربية" أن السكان "مازالوا محتاجين لعدد كبير من الخدمات داخل هذا المركز الصغير، والذي ، لا يكفى لعدد المرضى الذين يتوافدون عليه، خاصة في بداية الأسبوع". تشكل النساء أغلبية المرضى بقاعة انتظار المركز الاجتماعي ابن النفيس، التي يخيم عليها الصمت، وكأن موجة البرد القارص حكمت عليهن بتوفير طاقة الحديث والكلام، مع الالتفاف بغطاء دافئ والانطواء على النفس. اكتظاظ وهدوء يعد الهدوء وقلة الضجيج، بالقاعة، المكتظة بالمرضى، أهم ما يلفت الانتباه للوهلة الأولى، مقارنة مع بعض المراكز الصحية، التي تعرف ارتفاع الأصوات واحتجاجات حول تأخر بعض الخدمات، ماعدا بعض النساء اللواتي يتبادلن أطراف الحديث بصوت خافت حول مشاكلهن اليومية في انتظار وصول أدوارهن للاستفادة من الفحص والاستشارة الطبية. قبل زيارة قاعات المركز الصحي، عبرت ربيعة (32 سنة)، ربة بيت، ل"المغربية" عن ارتياحها، حين علمت أنها ستستفيد من الوضع، دون مقابل، وأشارت إلى أنها فتحت ملفا بالمركز، لمتابعة وضعها الصحي، منذ بداية حملها، واستفادت من فحوصات بالمجان. كانت فاطمة، جارة ربيعة، تنتظر دورها للدخول للقاعة الخاصة بطب الأطفال ليستفيد رضيعها من فحص طبي، لأنه مصاب بالتهاب اللوزتين، وذكرت ل"المغربية" أن قرب الخدمات، إلى جانب جودتها، من ضمن الأولويات التي كان يحتاجها سكان الدواوير الصفيحية، خاصة أن البعد، كان يحول، أحيانا، دون الفحص والعلاج المبكر، ما يفضي إلى مضاعفات لدى بعض الأطفال والحوامل، ويعيق الاستشفاء. وركز أحمد، من سكان دوار سي غانم ل"المغربية" على أهمية تقريب الخدمات الاجتماعية من المواطنين، خاصة الشريحة الفقيرة، إذ قال إن عددا من السكان كانوا يواجهون الأمراض الموسمية، مثل الزكام، بالأعشاب الطبيعية، لغياب مركز صحي قريب، واعتبر المركز من المبادرات، التي نادوا من أجلها في عدد من الوقفات الاحتجاجية. محاربة الإقصاء شيد المركز الصحي الاجتماعي ابن النفيس على مساحة تبلغ 800 متر مربع، ضمن برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي، قرب الحي الصفيحي المسعودي، وتعود ملكية العقار للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، حسب لوحة إشهارية توجد عند مدخل المركز، تشير إلى أن المبلغ الإجمالي لبناء المركز يبلغ 4 ملايين و800 ألف درهم، ويعود بناؤه لشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي خصصت ميزانية مليون درهم لتتمة الأشغال، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين (مليونان و400 ألف درهم) المخصصة لاقتناء البقعة، والمندوبية الإقليمية للصحة (مليون و280 ألف درهم) خصصت للأشغال الكبرى، والإنعاش الوطني (200 ألف درهم) خصصت لتهيئة المحيط الخارجي، ومقاطعة أنفا، التي هيأت المدخل الرئيسي للمركز. ويبلغ عدد السكان المستهدفين، حسب بنابي، طبيب رئيسي بالمركز، 19 ألفا و785 مواطنا، ويبلغ عدد الولادات المنتظرة كل سنة 249 طفلا، وعدد الرضع المستفيدين كل سنة 226 والأطفال دون خمس سنوات 1544 طفلا، وعدد النساء ما بين 17 و49 سنة 5933 امرأة، والنساء المتزوجات في سن الإنجاب 3203 حالات. استقبل المركز الصحي 32 حالة مصابة بداء السل منذ بداية يناير 2010، جرت استفادة 26 حالة تماثلت للشفا تماما، فيما ظل المركز يتتبع الحالات المتبقية، حسب بناني، الذي أوضح أن المركز تجاوز سقف الحالات المستهدفة، وأنه إضافة إلى الكشف والتوجيه من طرف الطاقم الطبي، تعمل الأطر بالمركز على تتبع الوضع الصحي للمرضى عبر زيارة لمنازلهم أو استقاء أخبارهم وتذكيرهم بضرورة متابعة العلاج عبر الاتصال الهاتفي، مع توعية المرضى بأخطار العدوى. يتراوح عدد المرضى الذين يستقبلهم الممرض الرئيسي، بين 80 و120 يوميا، فيما يبلغ عدد المصابين بداء السكري، الذين استفادوا من خدمات المركز، منذ بداية السنة الماضية إلى بداية السنة الجارية 310 شخصا، قدمت لهم فحوصات وأدوية بالمجان (خاصة الأنسولين). واستقبل المركز، في الفترة نفسها، 249 مصابا بالضغط الدموي، و288 حامل استفدن من الفحوصات بالصدى. الخدمات الاجتماعية يضم مركز ابن النفيس قاعات خاصة بتقديم خدمات اجتماعية، في الطابق العلوي، منها قاعة متعددة الاختصاصات، تحتضن حملات تحسيسية تتعلق بمواضيع الصحة الإنجابية لفائدة الشباب والأطفال والنساء، وقاعة الإعلاميات، تساهم في التربية عن طريق الإعلاميات بالقرص المدمج لفائدة الشباب والأطفال، وقاعة لتكوين النساء والشابات في الصحة الإنجابية، وقاعة الفحص، الخاصة بالكشف السري المجاني السريع لداء السيدا، وتتبع الحالات المكتشفة، وقاعة الأطفال، الخاصة بالحضانة والألعاب، وإدارة المركز، التي تشرف على تدبير أنشطة المركز. أدوية بالمجان عملت "جمعية الياسمين"، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، على توفير شحنة من الأدوية خلال السنة الماضية، وخصصت لها ميزانية تبلغ 18 ألف درهم، فيما بلغت الميزانية المخصصة للشحنة الثانية، التي صادفت "المغربية" وصولها، الخميس الماضي، 120 ألف درهم، ويستفيد منها سكان الدواوير الصفيحية والأحياء العشوائية المجاورة لها، خاصة حي المسعودي، ودوار مونو، ودوار فضول، ودوار سي غانم 1 وسي غانم 2، ودوار عبد الحي، وطريق اشنيدر عين الرمانة، وكريان اشنيدر، ودوار ولد الجمل، ودوار الحاجة فاطنة 1 والحاجة فاطنة 2، ودوار الشرقاوي، ودوار عريان الراس، ودوار الفوزيين، وكاريان سي غانم. يقدم المركز، أيضا، خدمات لفائدة سكان التجزئات السكنية والأحياء القريبة منه والتابعة له، خاصة سكان الفيلات وسكان تجزئة المشيشية وعين الدئاب الشاطئ، وتجزئة بعلبك، وإقامة المنزه وتجزئة صلاح بشارع الحزام الكبير، وتجزئة حمرية وتجزئة عين الدئاب 2، وحي وكانتي، وتجزئة الأرض الكبير، وحي النسيم، وإقامة العنبر، وإقامة مرجان، وحي الفتح، وحي النرجس، وتجزئة سلسبيلا، وإقامة صوفيا، وإقامة الضحى، وإقامة بن عبد الله، وتجزئة حمزة، وإقامة ريمني، وإقامة ريو بشارع الحزام الكبير، وتجزئة السندباد.