تميز الموسم الفلاحي 2010-2011 بتساقطات مطرية ملائمة وشاملة بمجموع المناطق الفلاحية، مع تسجيل فوائض، مقارنة مع الحالة العادية، تتراوح بين 6 و73 في المائة، باستثناء بعض المناطق الواقعة بالجهة الشرقية وجنوب المملكة، التي ستستفيد من برنامج تنفذه الحكومة لمكافحة آثار الجفاف. وأفاد بلاغ لوزارة الفلاحة والصيد البحري، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن هذه التساقطات تميزت، أيضا، بتوزيع زمني جيد، طوال الموسم الفلاحي، مشيرا إلى أن المعدل الوطني للتساقطات بلغ إلى غاية 30 يناير المنصرم 297 ملم، مسجلا ارتفاعا بنسبة 38 في المائة، مقارنة بالحالة العادية (215 ملم). وأبرز المصدر ذاته، وحسب بحث جرى خلال الموسم الفلاحي 2010-2011، أن المساحة المزروعة بحبوب الخريف بلغت نحو 4,93 ملايين هكتار (قمح وذرة)، أي بزيادة بنسبة 3 في المائة، مقارنة مع موسم 2009-2010 . وعرفت المساحة المزروعة بالقمح الطري زيادة بنسبة 8 في المائة، فيما زادت المساحة المزروعة بالقمح الصلب بنسبة 2 في المائة، أما المساحة المزروعة بالذرة، فتراجعت بنسبة 3 في المائة، بسبب التساقطات المبكرة لهذا الموسم. وفي ما يتعلق بالمناطق، فإن جهة تازةالحسيمة تاونات عرفت ارتفاعا في المساحات المزروعة بالنسبة للأنواع الثلاثة، فيما عرفت المناطق الأخرى انخفاضات همت الذرة لفائدة القمح. من جهة أخرى، تشير التقديرات الأولية للوزارة إلى زراعة 280 ألف هكتار بالبقوليات الغذائية، أي بزيادة نسبتها 14 في المائة، مقارنة مع الموسم المنفرط. تجدر الإشارة إلى أن الموسم 2010-2011 يتميز بوضعية نباتية جيدة للمزروعات، وتعد الوضعية النباتية للحبوب في حالة "قطف كاملة" بالنسبة للبذر المبكر، وفي حالة "مرتفعة" بالنسبة لبذر الموسم، وتعد الوضعية النباتية للمزروعات جيدة في مجموع المناطق الفلاحية. وتعد التساقطات المسجلة في المرحلة الحالية (مرحلة نمو الزراعات) مفيدة جدا بالنسبة لنمو الزراعات المحلية، وكذا بالنسبة لإنجاز عمليات العناية (معالجة الأعشاب السيئة وإضافة الأسمدة الآزوتية)، كما أن لهذه التساقطات نتائج إيجابية بالنسبة لمجموع القطاع الفلاحي (إقامة جيدة لمزروعات الفاكهة، مع العلم أن برنامج توزيع نباتات زراعة الفاكهة المدعمة إلى حدود 80 في المائة هم 3,5 ملايين نبتة، منها 86 في المائة من أشجار الزيتون). كما عرف الموسم زراعة جيدة للنباتات الطبيعية في المراعي والأراضي البورية مكنت من توفير غذاء كاف للماشية، وتحسن احتياطيات مياه السدود للاستعمال الفلاحي، التي بلغ معدل الامتلاء الحالي بها 74 في المائة، مقابل 91 في المائة، خلال التاريخ نفسه من الموسم المنصرم. وبخصوص وضعية السدود للاستعمال الفلاحي، أفاد البلاغ أن الاحتياطات، إلى غاية 31 يناير من السنة الجارية، سجلت 9,8 ملايير متر مكعب، مقابل 12 مليار متر مكعب، خلال التاريخ نفسه من الموسم السابق. وبلغ معدل الحقينة الإجمالية لهذه السدود حوالي 86 في المائة، مقابل 88 في المائة، مقارنة مع الموسم السابق (عدا سد الوحدة الذي يعرف انخفاضا منتظما). ومكنت هذه الظروف المناخية من إتمام المرحلتين الأوليتين من الموسم الفلاحي، ويتعلق الأمر بمرحلة إقامة الزراعات (شتنبر- دجنبر)، والمرحلة الحالية (مرحلة نمو الزراعات) في ظروف مريحة على مستوى معظم المناطق الفلاحية. وتميز استعمال المدخلات الزراعية في مرحلة إقامة الزراعات بالتزود العادي والمنتظم بالبذور والأسمدة من خلال تعبئة 1,06 مليون قنطار من بذور الحبوب، التي استفادت من دعم الدولة (من 150 إلى 170 درهما/القنطار). وبالإضافة إلى ذلك، بلغت كمية الأسمدة التي جرى بيعها من قبل الشركات التجارية الرئيسية 470 ألف طن مقابل حوالي 450 ألفا في 2010، أي بتطور بلغت نسبته 4,4 في المائة. وخلص البلاغ إلى أن هذه الوضعية تمكن من الاستجابة للحاجيات من الماء في ما تبقى من الموسم الجاري، وتأمين احتياطي من مياه السقي بالنسبة للمواسم الفلاحية المقبلة. كما جرى تسجيل تحسن على مستوى الفرشاة المائية التي تمكن من زيادة وفرة مياه السقي واقتصاد مهم في مجال كلفة عملية الضخ.