أفاقت العاصمة المصرية القاهرة، أمس الأربعاء، على وقع مظاهرات ترفع شعارات متضاربة، بعد بيان الرئيس مبارك، ليلة أول أمس الثلاثاء، وسط مخاوف من حدوث مصادمات بين المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس والآخرين المؤيدين لبقائه إلى نهاية ولايته. وخرجت مظاهرات مؤيدة لحسني مبارك في مناطق مختلفة من القاهرة بعد الخطاب الذي ألقاه، وأعلن فيه عدم ترشحه لفترة رئاسية أخرى، فيما أعلنت أطراف في المعارضة إصرارها على رحيله " فورا" قبل الانخراط في أي حوار حول مستقبل البلاد، وتأكيدها على الإبقاء على الدعوة إلى مظاهرة "الرحيل" يوم الجمعة المقبل. وناشد الجيش المصري، أمس، الشباب العودة إلى الحياة الطبيعية بعد أن "وصلت رسالتهم". من جهته، طلب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، من نظيره، حسني مبارك، عدم الترشح إلى الانتخابات المقبلة المتوقعة في سبتمبر المقبل. وكشفت صحيفة (نيويورك تايمز)، أول أمس الثلاثاء، نقلا عن دبلوماسيين أمريكيين، إن هذا الطلب نقله فرانك ويزنر، بناء على طلب الإدارة الأمريكية، وأن الرسالة "ليست طلبا مباشرا لكي يتخلى (مبارك) فورا عن السلطة، لكنها تنصحه بالبدء بعملية إصلاح تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في سبتمبر لانتخاب رئيس مصري جديد". من جهته، دعا الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، أمس الأربعاء، إلى انتقال سريع للسلطة في مصر "دون تأخير"، كما دعا "جميع المسؤولين المصريين إلى القيام بكل ما في وسعهم حتى تجري هذه العملية الجوهرية دون عنف". وكان الرئيس المصري، محمد حسني مبارك، أعلن، مساء أول أمس الثلاثاء، أنه لا ينوي الترشح لولاية رئاسية جديدة. وأكد حسني مبارك، في خطاب بثه التلفزيون المصري، عزمه استكمال ولايته الرئاسية حتى الخريف المقبل، معلنا أنه يتعهد، خلال ما تبقى من ولايته، ب"العمل على تسهيل إجراء تعديلات دستورية تتعلق بالترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة". وعبر مبارك عن افتخاره بما حققه من "إنجازات على مر السنين في خدمة مصر وشعبها"، متعهدا بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات، بما في ذلك دعوة القضاء لمحاربة الفساد. وشهد ميدان التحرير أمس الأربعاء، اشتباك المتظاهرين المؤيدين للرئيس حسني مبارك، مع المتظاهرين المطالبين برحيله، المعتصمين منذ أيام. وبث التلفزيون المصري الرسمي صورا لتراشق بالحجارة بين الجانبين، في محاولة للسيطرة على الميدان، الذي تحول، منذ 25 يناير الماضي، رمزا للمطالبين ب" إسقاط النظام". وخرجت مظاهرات مؤيدة للرئيس المصري في مناطق مختلفة من القاهرة، بعد الخطاب الذي ألقاه، أول أمس، فيما أعلنت أطراف في المعارضة إصرارها على رحيله "فورا" قبل الانخراط في أي حوار حول مستقبل البلاد. من جهة أخرى، قرر مجلسا الشعب والشورى المصريان تعليق أشغالهما بدءا من أمس الأربعاء، إلى حين الفصل في الطعون الانتخابية والأحكام القضائية الصادرة في حق نواب المجلسين.