"ولدت هاذي 15 يوم داخل الخيمة البلاستيكية، وتكرفست وأنا كنولد، قتلني البرد أنا والمولودة ديالي"، هذا ما أكدته فريدة، من دوار الصيابرة، الذي يبعد بحوالي 25 كيلومترا عن مدينة سيدي سليمان. وتضيف هذه الأم، بصوت حنق، "جاءني المخاض في الرابعة والنصف صباحا، فلم يجد أحد من عائلتي وسيلة لنقلي إلى المستشفى، لتضطر حماتي حدوم وابنتها لتوليدي بطريقة تقليدية". وأضافت فريدة أنها تحمد الله لأن الولادة مرت بسلام، ودون أن تفقد مولودتها مريم، لكن ما تعانيه الأم "النفيسة" حاليا، هو إقامتها الاضطرارية في خيمة بلاستيكية، تفتقد أبسط شروط السلامة، بعد انهيار الدور السكنية بسبب الفيضانات، التي اجتاحت منطقة الغرب منذ شهر فبراير من السنة الماضية. وليست فريدة المرأة "النفيسة" الوحيدة، التي التقتها "المغربية" في دوار الصيابرة، بل زارت الجريدة نساء أخريات وضعن، أخيرا، داخل خيام بلاستيكية، بينهن (ب، ك)، التي وضعت حديثا، ولم يمر على وضعها رضيعها، أشرف، سوى 11 يوما. قالت (ب.ك)، بصوت حزين، إنها وضعت داخل الخيمة البلاستيكية في ظروف صعبة، على يد مولدة تقليدية (قابلة)، لكن رغم المعاناة تردد "الحمد لله والشكر لله"، إذ كان لهذه الأم طلب واحد هو توفير الحفاظات لرضيعها. أما سكينة الخطاب، فوضعت، أيضا، داخل خيمة بلاستيكية بالدوار ذاته، قبل أقل من شهرين، لكنها، مباشرة بعد الوضع، دخلت في غيبوبة، الأمر الذي خلف حالة من الخوف والرعب في نفوس أفراد عائلتها، الذين لم يصدقوا أنها استفاقت من غيبوبتها بعد مرور ربع ساعة على عملية الوضع. وبينما اضطرت هؤلاء النساء إلى وضع مواليدهن داخل خيم بلاستيكية وهن يئن من شدة البرد وآلام المخاض، حالف مليكة، القاطنة بالدوار نفسه، الحظ لوضع مولودتها بالمستشفى (عمرها شهر واحد)، لكن "المغربية" لم تستطع مقابلتها، لوجودها ببيت والديها بسيدي قاسم.