شنت قيادة بوليساريو حملة تفتيش جديدة وسط خيام المحتجزين بتندوف، بحثا عن وثائق ومنشورات تشيد بمقترح الحكم الذاتي، الذي يقدمه المغرب كحل سياسي للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية. وأكد محتجز بمخيمات تندوف، رفض ذكر اسمه، ل"المغربية"، أن كل مخيمات المحتجزين تحولت، في الوقت الحالي، إلى سجن كبير، يستحيل الخروج منه بسلام، بفعل الطوق الأمني الخانق، الذي فرضته البولياريو، مباشرة بعد الجولة الرابعة من المفاوضات غير الرسمية مع الوفد المغربي بمنهاست. وأشار إلى أن مجموعة من المسلحين، باسم شرطة المخيمات، شرعوا، الثلاثاء الماضي، في تنفيذ عملية تفتيش واسعة في أغلب خيام المحتجزين، بحثا عن منشورات تشيد بمشروع الحكم الذاتي، ووثائق أخرى، تتضمن تفاصيل حول نظام الحكم الذاتي، والإمكانيات، التي يتيحها للصحراويين. وأوضح مصدر "المغربية" من تندوف أن سكان المخيمات المحتجزين ليس لهم حق رفض إجراءات التفتيش، التي أمرت بها قيادة البوليساريو، وتنفذها مليشيات مسلحة، تجوب خيام المحتجزين، ليل نهار. وقال المصدر إن بعض الصحراويين كانوا، في وقت سابق، يتسللون إلى المغرب عبر الهروب من الحدود الجزائرية المالية، والمرور بالنيجر ثم موريتانيا، ليتمكنوا، في النهاية من الدخول إلى المغرب، إلا أن هذا الباب بات مسدودا في الوقت الحالي، بفعل الإجراءات الاحتياطية الجديدة. وأشار إلى أن أغلب الصحراويين المحتجزين سئموا حياة البداوة والمرض والانتظار في مخيمات تفتقد أبسط وسائل العيش الكريم، وأن قيادة البوليساريو ليست لها شرعية تمثيل الصحراويين، إذ هناك تيار "خط الشهيد"، الذي ينازعها في تلك الشرعية منذ قراره بالانسحاب من "مؤتمر تيفاريتي"، موضحا أن "تمثيلية بوليساريو للشعب الصحراوي تقوم فقط على القوة والسيطرة على مجموع ما تسميه ولايات المخيمات، بسياسة الحديد والنار، وبالترهيب، وبإلصاق تهم الخيانة بكل من جهر بصوت الحق ضد التجويع، والقهر، والقمع، مؤكدا أن "أغلب سكان المخيمات يفضلون العودة إلى المغرب، لكن الحراسة المشددة، التي تفرضها مليشيات بوليساريو، تحول دون ذلك".