اعتبر ألان لوروي، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بمتابعة عمليات حفظ السلام، أن مهمة الأممالمتحدة في ساحل العاج "تتزايد خطورة"، وذلك في حديث نشرته، أمس الأربعاء، صحيفة لوفيغارو الفرنسية. وقال لوروي إن "مهمتنا تتزايد خطورة إلا أننا لن نتخلى عنها"، مؤكدا التصميم على "مواصلة تفويضنا" المتمثل خصوصا في "حماية السكان" والمسؤولين السياسيين. وأوضح أن "معسكر الرئيس المنتهية ولايته، لوران غباغبو، يبذل كل ما في وسعه لوقف إمداداتنا بالوقود والغذاء، خصوصا عبر تعطيل عمل المرفأ". وأشار "إننا ما نزال نملك احتياطيا إلا أن الوضع يتزايد حساسية وخطورة". وأضاف إن "قوات غباغبو تمارس مضايقات على رجالنا، حتى في منازلهم، لحملهم على المغادرة، وهيئة الإذاعة والتلفزيون العاجية تضاعف بث رسائل الكراهية والدعوات لمهاجمة قوات الأممالمتحدة في ساحل العاج". وقال لوروي إن غباغبو "يملك قوة عسكرية قوامها نحو 20 ألف رجل مع الجيش والحرس الجمهوري والشرطة إضافة إلى بعض المرتزقة" القادمين من ليبيريا. ولفت إلى أن قوات الأممالمتحدة (نحو 10 آلاف عنصر) متمركزة في محيط فندق الغولف (حيث مقر الحسن وتارا خصم غباغبو) وتسير دوريات "بقدر المستطاع في مدينة أبيدجان". إلا أنه أوضح أن "قوات لوران غباغبو تكثف إقامة الحواجز ويتعين علينا دوما التفاوض معها لإزالتها". من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أول أمس الثلاثاء، الأسرة الدولية لتقديم مساعدة لقوات الأممالمتحدة في ساحل العاج. وقال أمام الجمعية العامة إن القوات الموالية للوران غباغبو تحاول قطع التموين عن قوات الأممالمتحدة. وأضاف "أنا قلق لأن عدم وصول التموين إلى البعثة وإلى فندق غولف، حيث يقيم الحسن وتارا، الرئيس الثاني المعلن لساحل العاج، سيضع قوات الأممالمتحدة في وضع حرج خلال الأيام المقبلة". وأوضح "أدعو بالتالي بشدة الدول الأعضاء القادرة على القيام بذلك إلى الاستعداد لدعم البعثة مع إرسال تموين". وقال أيضا "أمام هذا التحدي المباشر وغير المقبول لشرعية الأممالمتحدة، لا يمكن أن تبقى الأسرة الدولية مكتوفة الأيدي". ويتدهور الوضع في ساحل العاج، منذ عدة أيام، في حين أصبح لوران غباغبو أكثر عزلة من قبل الأسرة الدولية، التي اعترفت بفوز خصمه الحسن وتارا في انتخابات 28 نونبر الماضي. وأوقعت أعمال العنف في البلاد ما لا يقل عن 50 قتيلا، حسب الأممالمتحدة. من جهته، أكد لوران غباغبو في كلمه ألقاها عبر تلفزيون الدولة، مساء أول أمس الثلاثاء، أنه "رئيس جمهورية ساحل العاج" في الوقت الذي يطالب المجتمع برحيله ويعترف بمنافسه الحسن وتارا رئيسا للبلاد. وقال غباغبو في أول كلمة له منذ تنصيبه في الرابع من ديسمبر الجاري، رئيسا للدولة "أنا رئيس جمهورية ساحل العاج"، مضيفا "لقد فزت في الانتخابات (الرئاسية في 28 نونبر الماضي) ب 45،51 في المائة من الأصوات". وكانت اللجنة الانتخابية المستقلة أعلنت فوز الحسن وتارا بحصوله على 10،54 في المائة من الأصوات، إلا أن المجلس الدستوري الموالي للوران غباغبو أبطل هذه النتائج، التي أقرتها الأممالمتحدة، مدعيا حصول أعمال "تزوير" في الشمال المتمرد السابق، وأعلن فوز الرئيس غباغبو. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش العاجي الموالي للوران غباغبو أن حظر التجول الليلي المطبق منذ عشية الانتخابات قد رفع اعتبارا من أول أمس الثلاثاء. واعتبر المتحدث باسم قوات الدفاع والأمن (الموالية لغباغبو) الكولونيل، هيلار بابري غوهورو، أن "هذا الإجراء سيتيح لمختلف العائلات أن تمضي أعياد نهاية السنة في ظروف جيدة جدا". وأضاف "تطمئن قوات الدفاع والأمن أيضا جميع السكان العاجيين بأن الإجراءات الأمنية تبقى مطبقة وسوف تعزز حسب الظروف". وكان حظر التجول فرض في 27 نونبر ثم جرى تمديده في 13 دجنبر الجاري، لمدة أسبوع.