جرى، مساء يوم الجمعة الماضي، بجوهانسبورغ، تقديم مخطط المغرب الرامي إلى منح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية ومختلف المنجزات، التي حققها المغرب في العديد من المجالات، أمام أعضاء من شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا. وشكل هذا اللقاء مناسبة لأعضاء وفد رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة جرى خلالها وضع جرد تاريخي لتطورات النزاع المفتعل حول الصحراء، مؤكدين على أن مقترح الحكم الذاتي، الذي وصفه المجتمع الدولي ب "الجدي وذي مصداقية" يعتبر الطريق الأمثل من أجل تحقيق حل سياسي، عادل ودائم ومتوافق بشأنه بين جميع الأطراف، والذي سيمهد الطريق لبناء مغرب كبير، وسيعمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة. وأوضح الشباب المغاربة أن الانزلاقات الإعلامية وحملات الافتراء والدعاية، التي يقوم بها انفصاليو (بوليساريو) بدعم من الجزائر تخفي حقيقة مرة أبطالها الحقيقيون هم المحتجزون في مخيمات تندوف بالتراب الجزائري. وفي هذا السياق، أبرز أعضاء رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة المعاناة، التي يعيشها المحتجزون في هذه المخيمات، مشددين على مسؤولية الجزائر في استمرار النزاع. وأعربوا عن أسفهم لرفض السلطات الجزائرية السماح للمفوضية العليا للاجئين بإجراء إحصاء لسكان مخيمات تندوف، التي مازالت محرومة من حقوقها الأساسية. وقال الرئيس المؤسس لرابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، مهدي بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "هذا اللقاء، الأول من نوعه بين هيئة شبابية مغربية وأعضاء من حزب المؤتمر الإفريقي منذ 1955، يهدف إلى إقامة شراكة طويلة الأمد"، مضيفا أن أولى لبنات هذا التعاون، ستتجلى في المشاركة والتحضير لندوة عالمية حول السلم، التي من المرتقب أن تنظم بالمغرب سنة 2011، بحضور وفود تمثل المنظمات الشبابية الديمقراطية الأمريكية والأوروبية . وشدد على ضرورة تكثيف مثل هذه اللقاءات من أجل تسليط الضوء على عدالة القضية الوطنية، وإبراز الإنجازات التي حققها المغرب، خاصة ما يتعلق بحقوق الإنسان وترسيخ دولة الحق والقانون. من جهته، أكد رئيس شبيبة حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بمدينة جوهانسبورغ، صامويل موتنغي موغان، في تصريح مماثل، أن اللقاء كان مناسبة لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك والتعرف على وجهة النظر المغربية بخصوص قضية الصحراء. وقال "إلى غاية اليوم، لا نعرف إلا رواية واحدة بخصوص قضية الصحراء، إلا أن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تسمح لشباب حزب المؤتمر الوطني الإفريقي لتكوين رؤية واضحة حول هذا الملف"، معربا عن رغبته في زيارة المغرب قريبا للمشاركة في الندوة الدولية حول السلم. وفي ما يتعلق بالسبل الكفيلة بتعزيز التقارب بين شباب جنوب إفريقيا ونظرائهم المغاربة، دعا موتنغي موغان البلدين إلى تشجيع مختلف أشكال التبادل من قبيل تنظيم التظاهرات الثقافية وتبادل زيارة بعثات الطلبة والصحافيين. وكان هذا اللقاء أيضا مناسبة لاستعراض مختلف أوجه التقدم الذي حققه المغرب، خصوصا ما يتعلق بحقوق الإنسان والتنمية البشرية. تجدر الإشارة إلى أن رابطة الشباب الديمقراطيين المغاربة، التي تأسست سنة 2008، تعتبر جمعية تهدف إلى المساهمة في ترسيخ مشروع مجتمعي مغربي عصري وديمقراطي، والنهوض بثقافة حقوق الإنسان والديمقراطية، والدفاع عن القيم المؤسسة للهوية المغربية الأصيلة الجمعية والمنفتحة على القيم الكونية. من جانبه، اعتبر رئيس وفد الكونغو الديمقراطية المشارك في الدورة ال17 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة، يوم الجمعة الماضي، ببريتوريا، أن المغرب باقتراحه مخطط الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية يكون قام ب "الاختيار الصائب" لتسوية نزاع الصحراء. وقال باتريك بركة باوا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "المغرب باقتراحه لهذا المخطط يكون قام بالاختيار الصائب لتسوية نزاع الصحراء، الذي يقف عائقا أمام بروز قارة إفريقية موحدة ومتضامنة". وأضاف أن "الحضور الوازن للوفد المغربي في هذا المهرجان العالمي دليل بارز على روح النضج السياسي والانفتاح على الآخر، وهو الأمر الذي طالما تميز به المغاربة". كما أشاد باركا باوا بالعلاقات المتميزة بين الرباط وكنشاسا على جميع المستويات، معربا عن امتنانه للمغرب على الأهمية، التي يوليها للتعاون جنوب جنوب، والتي تتجلى أساسا في تقديم منح للطلبة الكونغوليين لاستكمال دراساتهم العليا بمختلف جامعات ومعاهد المملكة والاستفادة من الخبرة العلمية المغربية. من جهته، أكد رئيس الوفد العراقي المشارك في المهرجان العالمي للشباب والطلبة، يوم الأربعاء الماضي، ببريتوريا، سمير الساعدي، أن المبادرة المغربية بتخويل حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية تعتبر سبيلا مناسبا لإيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء. وأوضح سمير الساعدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الحوار البناء بين أطراف النزاع، تحت مظلة الأممالمتحدة، من شأنه أن يؤدي إلى "تسوية عادلة ومرضية" لهذا النزاع. وبعد أن تحدث على الواقع الذي يعيشه الشعب العراقي والخلاف بين مختلف مكوناته الطائفية، شدد على أن "حل النزاعات بالطرق غير السلمية والعنف لا يجدي نفعا"، كما تنادي بذلك بعض الأطراف في منطقة المغرب العربي. تجدر الإشارة إلى أن الوفد العراقي المشارك في الدورة 17 للمهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتوريا، الذي ستتواصل فعالياته إلى غاية 21 دجنبر الجاري، يضم مختلف أطياف الشعب العراقي من شيعة وسنة وأكراد وآشوريين. من جانبه، قال الكاتب العام للشبيبة الشيوعية الشيلية أوسكار أروكا، إن المقاربة التي نهجها المغرب من خلال مبادرة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية تشكل "خطوة إلى الأمام" نحو تسوية النزاع حول الصحراء. وأعرب أوسكار أروكا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن أمله في أن "تجري تسوية النزاع حول الصحراء في القريب العاجل من خلال الحوار والمفاوضات". وبعد أن أشار إلى العلاقات الجيدة بين الرباط وسنتياغو، شدد أوسكار أروكا على الدور المهم الذي يمكن أن يضطلع به الشباب في التقارب بين الشعبين.