انتخب المشاركون في المؤتمر الوطني العاشر للاتحاد المغربي للشغل، مساء أول أمس الأحد، بالدارالبيضاء، الميلودي مخاريق أمينا عاما للاتحاد، خلفا للراحل المحجوب بن الصديق، وبذلك، يكون ثاني أمين عام لأول مركزية نقابية في المغرب. الميلودي مخاري في كرسي بن الصديق بمسحته السمراء، وقامته الفارعة، وبتواضع، يشهد له به الجميع، دأب الميلودي مخاريق على ولوج المقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل، دون التخلي عن ابتسامته وبشاشة وجهه، محييا جميع العاملين في المقر. ظل مناضلو الاتحاد المغربي للشغل يعتبرونه الرجل الثاني، بعد المحجوب بن الصديق، وقال أحد العاملين في المقر المركزي للاتحاد، بشارع الجيش الملكي وسط مدينة الدارالبيضاء، إنه "مناضل كفء، يستحق أن يقود السفينة. تمرس على العمل النقابي على يدي المحجوب بن الصديق، وهو رجل شعبي، يحبه الجميع". حين أسندت مهمة المنسق الوطني إلى مخاريق، خلال اجتماع المجلس الوطني، في أكتوبر الماضي، الذي سبقته جلسات عقدت بين قياديي الدارالبيضاء، بزعامة مخاريق، وفاروق شهير، بدا أن قيادة الاتحاد المغربي للشغل، بعد مؤتمره العاشر، ستؤول إلى مخاريق، وإن كان الاجتماع ظل يؤكد على صيغة "منسق وطني، إلى حين انعقاد المؤتمر". مخاريق، المزداد سنة 1950، ابن مدينة الدارالبيضاء، قضى طفولته، وجزءا من شبابه، بين دروب المدينة القديمة، التي تعد من أعرق أحياء العاصمة الاقتصادية، وحاز الإجازة في شعبة الحقوق، وشهادة السلك العالي في التدبير، سنة 1975، ثم التحق بالتكوين المهني، الذي استطاع أن يتحمل مسؤولية تدبير جامعته الوطنية ككاتب عام، وتعد الجامعة من أقوى الجامعات في الاتحاد المغربي للشغل، وظل يتحمل مسؤولية هذا القطاع لسنوات عدة. في تصريح ل"المغربية"، كان أدلى به عقب انتخابه منسقا وطنيا للاتحاد المغربي للشغل، في أكتوبر الماضي، قال مخاريق "دخلت مقرات الاتحاد المغربي للشغل، وشاركت في تظاهراته، منذ كنت صبيا، فكان جدي عضوا في الاتحاد، خلال سنوات الستينيات من القرن الماضي، يصطحبني إلى الاجتماعات والتظاهرات، التي كان الاتحاد المغربي للشغل ينظمها"، وبذلك يعتبر ارتباط مخاريق بالاتحاد حميميا وروحيا، فهو لم يتنقل بين أي من المركزيات النقابية المغربية، وظل وفيا لانتمائه النقابي، وحريصا على تطوير أدائه كنقابي "مثالي"، حسب ما ورد على لسان عدد من أعضاء الاتحاد. وقال، في التصريح نفسه "التحقت بالاتحاد المغربي للشغل عن إيمان وقناعة، وأعطيت هذه النقابة كل ما أملك، وكان إخلاصي في نضاليتي هو زادي، وهو ما ظل يطبع عملي كمناضل نقابي في صفوف الاتحاد المغربي للشغل". يقول مناضلون في الاتحاد المغربي للشغل إن مخاريق تحمل مسؤولية تدبير شؤون المركزية منذ أن لزم المحجوب بن الصديق الفراش، وكان بمثابة رجل ظل المحجوب، الذي وضع كل ثقته في هذا الشاب الأسمر، وعهد إليه مهمة تدبير النقابة على المستوى التنظيمي، كما عهد إليه بعدد من المهام الحساسة. كانت لمخاريق، الذي انتخب خلال آخر مؤتمر للاتحاد، سنة 1995 عضوا في الأمانة الوطنية، علاقة وطيدة مع المحجوب بن الصديق، واشتغل معه بشكل مباشر، وربطتهما علاقة قوية، تشبه كثيرا علاقة "الشيخ والمريد"، ولأنه، أيضا، رجل حوار، ويتمتع بعلاقات قوية مع القوى الاجتماعية والسياسية والحكومة، زادت توطدا حين أسندت إليه، ولسنوات، مهمة إدارة الحوار الاجتماعي، اختير لخلافة المحجوب بن الصديق. والآن، على الميلودي مخاريق قيادة وتدبير شؤون اتحاد يضم 26 فيدرالية، و42 اتحادا محليا وجهويا، و9 نقابات وطنية مهنية، في أول مركزية نقابية تأسست في المغرب سنة 1955.