تواصل الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، انفتاحها على فئات واسعة من الجمهور، من خلال وضع برنامج متكامل يراعي حاجيات المتلقي. مجموعة من المكفوفين في صورة جماعية وهكذا، تقيم إدارة المهرجان، خلال هذه الدورة، للسنة الثالثة على التوالي، برنامجا خاصا بالأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، من خلال الاعتماد على تقنية الوصف السمعي. واعتبر الإعلامي المغربي، رشيد الصباحي، الذي يشرف على التنسيق الفني لهذه العملية، في حديث ل"المغربية"، أن هذه التقنية ساهمت في كسر جسر عن فئة أخرى من جمهور متعطش إلى السينما، له اهتمامات عالية في هذا المجال، مشيرا إلى أن هذه التجربة ساهمت في إبراز مجموعة من الكفاءات من المكفوفين في عدة مجالات، ما جعل المهرجان ينفتح أكثر على محيطه الخارجي. وأبرز الصباحي أن البرنامج العام لهذه العملية، خلال الدورة الحالية، يعرف إقامة مجموعة من الفقرات، إلى جانب عرض أفلام بتقنية الوصف السمعي، من بينها ندوة حول موضوع "دور السينما في ولوج المكفوفين وضعاف البصر إلى عالم المعرفة"، بمشاركة مهنيين، وسينمائيين، وصحفيين، وعدد من المكفوفين وضعاف البصر، سيديرها الأستاذ الجامعي محمد الدكالي وباتريك سوني، رئيس مصلحة السمعي البصري في جمعية "فالونتان هايو" بالعاصمة الفرنسية باريس. وأشار الصباحي إلى أن إدارة المهرجان تتكفل بضيوف المهرجان من المكفوفين المنتمين إلى مختلف جهات المملكة. من جهته، اعتبر الممثل المغربي هشام الوالي، الذي ساهم في عملية الوصف السمعي، في حديث ل"المغربية"، أن هذه التجربة مكنته من إبراز عمل جديد وضروري في المنظومة السينمائية، باعتباره موجها إلى فئة عريضة من الجمهور، الذي كانت إلى وقت قريب عاجزة عن متابعة الأعمال السينمائية. وأضاف الوالي، الذي يقدم هذه التقنية، إلى جانب الممثلة الشابة آمال صقر، في حديثه ل"المغربية"، أنه سعيد بخوض هذه التجربة، نظرا لقوتها الفنية والإبداعية. ويتضمن البرنامج الموازي لعروض تقنية الوصف السمعي، إقامة 250 عملية جراحية لفائدة مرضى منتمين إلى جهة مراكش تانسيفت الحوز، تنظمها مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبتنسيق مع وزارة الصحة، ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون. ويتضمن برنامج عروض هذه الدورة تقديم أفلام "السمفونية المغربية" للمخرج كمال كمال، و"تشاو بونتان" للمخرج الفرنسي كلود بيري، وفيلم "دروس في البيانو" لجين كامبيون، و"الكراهية" لماتيو كاسوفيتش، و"الابن المفضل" لنيكول كارسيا، و"كل يبحث عن قطه" لسيدريك كلابيتش، و"كل صباحات العالم" للمخرج آلان كورنو.