استمع عبد القادر الشنتوف، قاضي التحقيق بالغرفة الأولى لدى ملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أمس الاثنين، في إطار الاستنطاق التفصيلي، إلى متهمين اثنين، متابعين في ملف شبكة الاتجار الدولي في الكوكايين، التي كانت وزارة الداخلية أعلنت عن تفكيكها، منتصف أكتوبر الماضي. وعلمت "المغربية"، من مصدر مطلع، أن قاضي التحقيق استمع، أمس الاثنين، إلى المدعوة ابتسام "أ"، رفقة متهم ثان، يدعى محمد "ز"، ضمن 41 متابعا في الملف، جرى إيقافهم عقب تفكيك مصالح الأمن لشبكة إجرامية، وصفت ب"الخطيرة"، كانت تنشط داخل التراب الوطني، ولها امتدادات بأمريكا اللاتينية، وأوروبا، وإفريقيا، وكانت تروج المخدرات القوية (الكوكايين)، ومخدر الشيرا، وتصدرها إلى أوروبا، بواسطة وسائل النقل البرية والبحرية والجوية. وأكد المصدر ذاته أن قاضي التحقيق، الذي استمع تفصيليا، الأسبوع الماضي، ثلاث مرات متتالية، إلى متهم إسباني، يحتل مكانة بارزة في شبكة الاتجار الدولي في الكوكايين، بعدما بينت التحريات الأمنية أنه أشرف على عمليات كبيرة للاتجار في المخدرات القوية انطلاقا من مالي، وإدخالها إلى المغرب، قرر تأجيل مواصلة استنطاقه إلى غاية إحضار مترجم. في السياق نفسه، ذكر بلاغ لوزارة الداخلية، بعد تفكيك الشبكة، "أن التحريات الأمنية مكنت من إلقاء القبض على سبعة عناصر، بينهم إسبانيان، ينتمون إلى هذه العصابة الإجرامية، وبحوزتهم مبالغ مالية مهمة من العملة الأجنبية والمغربية، وسيارات، كانت تستعمل في ترويج المخدرات القوية بالمغرب، وكميات من الكوكايين ومخدر الشيرا، وقنابل مسيلة للدموع" . كما أفادت التحريات نفسها، حسب البلاغ، أن "عناصر هذه الشبكة، التي يديرها مجرمون من جنسيات أجنبية، تمكنت من نقل كميات مهمة من مادة الكوكايين من مالي، وإدخالها إلى المغرب، فيما صدرت الباقي إلى بلدان أوروبية، كما هربت مبالغ مهمة من العملة الأجنبية إلى الخارج". وأشار البلاغ إلى "أن التحريات أكدت أن هذه الشبكة الإجرامية العابرة للحدود جعلت من مالي قاعدة لأعمالها الإجرامية، بتواطؤ مع العناصر الإرهابية المنتمية لمنظمة (القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)". ويأتي تفكيك هذه الشبكة في الوقت الذي أكدت فيه تقارير عدة أن بعض "كارتيلات" المخدرات في أمريكا اللاتينية نقلت نشاطها إلى القارة الإفريقية، بعد تشديد المراقبة على المسالك البحرية، التي كانت تستعملها لتصدير المخدرات القوية إلى أوروبا، وأنها نجحت في نسج علاقات مع عدد من التنظيمات والشبكات، التي تنشط في بعض الدول الإفريقية، التي تعاني هشاشة أمنية.