تميزت الجلسة الافتتاحية للملتقى الدولي للاستثمار، الذي انطلقت أشغاله أول أمس الثلاثاء، بتكريم الاتحاد الوطني النسائي، الذي ترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم، من خلال جائزة تسلمتها المنسقة العامة للاتحاد، الشريفة للا أم كلثوم، والنائبة الأولى للاتحاد، ربيعة المريني، اعترافا بالجهود المبذولة من قبل الاتحاد الوطني النسائي، الهادفة إلى النهوض بوضعية النساء المغربيات. كما جرى تكريم رئيسة اتحاد المستثمرات العرب، هدى جلال يسي، على ما قامت به في إطار خلق آليات وشبكات استثمارية عربيا. كما سلمت جائزة تقديرية ثالثة إلى سفير الأممالمتحدة ب "الفاو"، (منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة)، إسماعيل أبو زيد، على المبادرات التي قام بها في عدة برامج، خصوصا تلك المتعلقة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وانطلقت فعاليات "السوق الدولي الأول للاستثمار"، المنظم من قبل الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب تحت شعار "الاندماج الاقتصادي: أي آفاق للعالم العربي والاستثمار؟"، بمشاركة أسماء نسائية وازنة من كل القارات، وحضور كبير لجمعيات، ومنظمات، ووكالات دولية، إلى جانب ممثلي السلك الدبلوماسي لعدد من الدول. وفي كلمتها الافتتاحية بهذه المناسبة، أوضحت أسماء مهيب، رئيسة الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب والمغرب العربي، أن هذا السوق الدولي، الذي يجري بحضور نخبة من الكفاءات العلمية، والاقتصادية والاستثمارية، والإعلامية، ومنظمات دولية متخصصة، إلى جانب وفود الأعضاء في اتحاد المستثمرات العرب، يكتسي بموضوعه وتوقيته ومكان انعقاده، أهمية بالغة، كونه سيناقش قضايا ذات أولوية بالنسبة إلى الاتحاد، تتعلق بدراسة سبل وطرق الاندماج الاقتصادي العربي، والنهوض بالاستثمار النسائي العربي، وخلق شبكات التواصل، وضبط الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى تحديد ودراسة علاقات العالم العربي مع الاتحاد الأوروبي. وذكرت مهيب، أن عقد السوق الدولي الأول للاستثمار بالمملكة، جاء تنفيذا لإحدى توصيات المؤتمر الدولي الثامن لاتحاد المستثمرات العرب، المنعقد خلال السنة الماضية، وأضافت رئيسة الممثلية أن "عقد هذا السوق، بالإضافة إلى المبادرات والأنشطة الأخرى المبرمجة في خطة عمل سنة 2010، يؤكد حرصنا الدؤوب على تنفيذ وتفعيل كل ما التزم به مكتب الممثلية الدائمة لاتحاد المستثمرات العرب بالمغرب، على أرض الواقع". وأبرزت مهيب، أن هذا اللقاء يأتي تلبية للحاجيات الملحة للمستثمرات العرب الداعية للتفكير بمعية شركاء آخرين، من أجل إيجاد الآليات والسبل الكفيلة بخلق فرص جديدة للاستثمار، وإشاعة روح الثقة في الاقتصاد العربي، والنهوض بأوضاع المرأة العربية، موضحة أن انعكاسات الأزمة المالية العالمية، أوجبت خلق جيل جديد من المبادرات للنهوض بالمرأة اقتصاديا وماليا وقانونيا. وقالت رئيسة الممثلية الدائمة للاتحاد "إننا واثقون بأن لقاءنا بالمملكة المغربية، أرض الانفتاح على قضايا المرأة والاستثمارات الدولية، سيخطو بالمجالات الاستثمارية النسائية إلى الأمام، وسيشكل على المستوى العربي والدولي نقلة نوعية للمرأة العربية، بإعطائها نفسا جديدا يساعد على النهوض بقضاياها في جميع المجالات". من جانبها أكدت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في الكلمة التي ألقتها، خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى، أن هذا الموعد ينخرط في مسار استشراف الطرق والوسائل، من أجل تطوير الاستراتيجيات وسياسات العمل الكفيلة بهدف النهوض بالاستثمار النسائي، وحصر التدابير الضرورية للدفع بأدوار النساء المستثمرات. وأوضحت الوزيرة، أن الدينامية والنشاط المسترسل على مستوى تمثيلية اتحاد النساء المستثمرات بالمغرب من خلال جهود الرئيسة الجهوية، أسماء مهيب، بينت في أكثر من مناسبة، على انخراطها الفاعل من أجل تجسيد رؤية الاتحاد، ووضع المخططات وبرمجة الاستراتيجيات لتطوير الاستثمار النسائي جهويا وعربيا. وأشارت إلى أن إشكالية النهوض بالمرأة، ليست مقتصرة لا على المغرب ولا على المستوى العربي، وليست إشكالية تخص إفريقيا أو البحر الأبيض المتوسط أو أوروبا. وإنما هي إشكالية تخص العالم بأسره. وبالتالي، فإن النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين في الولوج إلى كل الموارد يبقى شرطا أساسيا لتحقيق التنمية البشرية. وأفادت نزهة الصقلي أن تقييم التقدم المحرز من طرف الدول في مجال المساواة بين الجنسين، والتحديات اللازم رفعها، كان دائما في صلب اهتمام اللقاءات الدولية، سواء تعلق الأمر بمؤتمر تقييم خطة عمل بيجين +15، أو القمة الدولية حول أهداف الألفية للتنمية (المنعقد في شتنبر المنصرم)، وكذلك على المستوى العربي، من خلال انعقاد المؤتمر الثالث للمرأة العربية بتونس، مشيرة إلى أنه ومن خلال التقارير والمنجزات المقدمة، يمكن الإشارة أولا إلى أن كل دول العالم، بما فيها الدول العربية، بذلت مجهودات مهمة، لكن ورغم وتيرة هذه المجهودات، التي تختلف من بلد إلى آخر، فإن غالبية الدول العربية ما تزال تعرف العديد من العقبات والعراقيل، التي تحول دون تحقيق نهوض شامل لحقوق النساء. أما الدكتورة هدى جلال يسي، رئيسة اتحاد المستثمرات العرب، فركزت في كلمتها على إنجازات اتحاد المستثمرات العرب، ومساهمة الاتحاد في مبادرات التنمية المستدامة، مع تركيزها على أهمية هذا اللقاء المنعقد بالمغرب. وأجمع عدد من المشاركين في تصريحات أدلوا بها ل "المغربية" على أن هذا اللقاء الدولي، هو بمثابة تحفيز ودعوة إلى بذل المزيد من الجهد، لبلوغ الاندماج الاقتصادي المنشود، وضمان تنمية اقتصادية مستدامة بمشاركة المرأة.