شهدت أسعار الشاي الأخضر الصيني، منذ أيام، ارتفاعا في مستواها المعروف، يقدر بما بين 20 في المائة، و40 في المائة، مع احتساب حقوق الجمارك، والرسوم، وارتفاع قيمة الدولار. معدل استهلاك المغاربة للشاي 2 كيلوغرام للفرد سنويا (خاص) ويعزى صعود أثمان المشروب المفضل لدى المغاربة، حسب مصادر متطابقة، إلى تقلص الواردات من هذا المنتوج من الصين، خصوصا منطقة تشيجيانغ (شرق)، التي تصدر أكثر من ثلث منتوجها إلى المغرب، ويرجع تقلص الواردات هذا، أساسا، إلى الأحوال الجوية غير الملائمة، التي سادت مناطق الإنتاج، ما أثر على محصول هذه السنة. وتتفاوت أسعار الشاي الأخضر الصيني، حسب النوع والجودة، إذ تتراوح بين 40 درهما للكيلوغرام، للنوع العادي، المعبأ والمستورد من الصين، وبين 200 درهم للكيلوغرام، بينما تبلغ أثمان الأصناف الأكثر استهلاكا من جانب الأسر المغربية، 60 إلى 70 درهما للكيلوغرام. رغم ارتفاع أسعار الشاي، ما زال المغرب على رأس قائمة البلدان المستوردة للشاي الصيني الأخضر، إذ من المتوقع أن يستورد حوالي 65 ألف طن من هذا المنتوج، باعتبار أنه استورد حوالي 60 ألف طن سنة 2009، مقابل 55 ألف طن سنة 2008، أي بزيادة تناهز 16 في المائة، وبقيمة مالية بلغت 120 مليون دولار. حسب إحصائيات، يعد المغرب أول مستهلك للشاي الصيني الأخضر في العالم (باستثناء الصين)، فيما تعد أوزبكستان ثاني أكبر مستورد لهذا المنتوج، متبوعة باليابان، ثم روسيا، والولايات المتحدة الأميركية. ويستورد المغرب نحو 30 في المائة من إنتاج مقاطعة تشجيانغ (شرق الصين)، من الشاي الأخضر، حيث لا يوجد في هذه المقاطعة معمل إنتاج واحد لا يوجه بعضا من إنتاجه إلى السوق المغربية. كما يستورد حوالي 10 في المائة من حاجياته من الهند وسريلانكا. ويستهلك المغاربة 1.8 كيلوغرام للفرد من الشاي سنويا، وهو أعلى معدل لاستهلاك هذه المادة، الحاضرة باستمرار في موائد الأسر، منذ منتصف القرن التاسع عشر. وشهد استهلاك الشاي ارتفاع متناميا، سنة بعد أخرى، لاسيما بعد تحرير استيراد هذه المادة، سنة 1993. ويشهد على ذلك عدد العلامات، البالغ حاليا 300 نوع، وعدد المقاولات المستوردة، البالغ عددها 50 وحدة، من الصين وحدها. تتقاسم سوق الشاي الصيني بحوالي 60 في المائة، مجموعتان كبيرتان هما "ميدو فود كومباني"، و"سوماتيس"، التابعة لمجموعة "هولماركوم"، التي فازت في عملية خوصصة المكتب الوطني للشاي والسكر، الذي كان المحتكر الوحيد للشاي، لما يناهز 35 سنة.