شهدت أسعار الشاي الأخضر الصيني، منذ أيام، ارتفاعا في مستواها المعروف، قدرته مصادر بما بين 20 في المائة، و40 في المائة، مع احتساب حقوق الجمارك، والرسوم، وارتفاع قيمة الدولار. المغاربة ينفقون 120 مليون دولار على الشاي الأخضر سنويا (خاص) ويعزى صعود أثمان المشروب المفضل لدى المغاربة، إلى تقلص الواردات من الصين، خصوصا منطقة تشيجيانغ (شرق)، التي تصدر أكثر من ثلث منتوجها إلى المغرب، ويرجع تقلص الواردات هذا، أساسا، إلى الأحوال الجوية غير الملائمة، التي سادت مناطق الإنتاج، إذ تعرضت المناطق لجفاف، أثر على المحصول. ورجح المصدر أن يستمر ارتفاع الأسعار حتى ربيع 2011، الذي ينتظر أن يتزامن مع فترة جني المحصول، لتكون عمليات التموين والاستيراد، متاحة، مع بداية الصيف المقبل. وتتفاوت أسعار الشاي الأخضر الصيني، حسب النوع والجودة، إذ تتراوح بين 40 درهما للكيلوغرام، للنوع العادي، المعبأ والمستورد من الصين، وبين 200 درهم للكيلوغرام، بينما تبلغ أثمان الأصناف الأكثر استهلاكا من جانب الأسر المغربية، 60 إلى 70 درهما للكيلوغرام. ويتصدر المغرب قائمة البلدان المستوردة للشاي الصيني الأخضر، باستيراد أكثر من 60 ألف طن من هذا المنتوج، سنة 2009، مقابل 55 ألف طن سنة 2008، أي بزيادة تناهز 16 في المائة، بقيمة مالية بلغت 120 مليون دولار. واستورد المغرب، خلال السنة الماضية، 96 مليون دولار من الشاي الصيني الأخضر، وبلغت حصة الشاي من مجموع الواردات المغربية من الصين 4.16 في المائة. ويستورد المغرب نحو 30 في المائة من إنتاج مقاطعة تشجيانغ (شرق الصين)، من الشاي الأخضر، حيث لا يوجد في هذه المقاطعة معمل إنتاج واحد لا يوجه بعضا من إنتاجه إلى السوق المغربية. ويستهلك المغاربة 1.8 كيلوغرام للفرد من الشاي سنويا، وهو أعلى معدل لاستهلاك هذه المادة، الحاضرة باستمرار في موائد الأسر، منذ منتصف القرن التاسع عشر. وشهد تحرير استيراد الشاي سنة 1993. ويشهد استهلاك هذا المنتوج نموا متواصلا، كما تدل على ذلك العلامات، البالغ عددها حاليا 300 نوع، وعدد المستوردين، البالغ 50 مستوردا من الصين وحدها. وتتقاسم السوق بحوالي 60 في المائة، مجموعتان كبيرتان هما "ميدو فود كومباني"، و"سوماتيس"، التابعة لمجموعة "هولماركوم"، التي فازت في عملية خوصصة المكتب الوطني للشاي والسكر، الذي كان المحتكر الوحيد للشاي، لما يناهز 35 سنة. وكان هاجس البحث عن جودة الشاي، أحد انشغالات المستوردين، إذ تبين أن العديد من المصانع تفلح في تزوير علامات معروفة بجودتها. وفي هذا الإطار، طالب مسؤولو ومديرو شركات مغربية، متخصصة في استيراد الشاي من الصين، السلطات الصينية المختصة، بتحسين جودة هذه المادة. وأوضح مهنيون في اجتماع ضم، أخيرا، وفدا صينيا مكونا من 20 عضوا، ومسؤولي شركات مصدرة، ومسؤولين عن قطاع التجارة الخارجية، بوزارة التجارة الصينية، وممثلين تجاريين في المغرب، وإدارات الجودة، ومراقبة سلامة المنتوجات الغذائية، أن جودة الشاي المستورد "تحسنت إلى حد القبول، "بفضل الإجراءات التي اتخذتها السلطات الصينية، لكنها ما تزال تحتاج إلى إجراءات صارمة، تخدم تعزيز المبادلات في الشاي، والاستهلاك الداخلي من هذه المادة، التي قالوا إنها ليست كمالية في المغرب، لكنها أساسية".