أجرى محمد الشيخ بيد الله, رئيس مجلس المستشارين, أمس الاثنين, مباحثات مع وفد برلماني من جمهورية الشيلي برئاسة باتريسيو ألخاندرو هالس ديب, تناولت العلاقات الجيدة بين البلدين وسبل دعم مجالات التعاون بينهما بما يخدم المصالح المشتركة. محمد الشيخ بيد الله وباتريسيو ألخاندرو هالس ديب وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن بيد الله ذكر خلال هذا اللقاء بالزيارة التاريخية التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي في 2004 كأول زيارة لرئيس دولة عربية إلى هذا البلد الصديق. وبعد أن استعرض خصوصيات الثنائية البرلمانية المغربية من خلال تجربة مجلس المستشارين, أبرز رئيس مجلس المستشارين طبيعة الأوراش الكبرى المهيكلة المفتوحة والإصلاحات التي باشرها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك في مختلف المجالات وخصوصا محاربة الفقر والأمية والهشاشة والحفاظ على البيئة. كما تحدث عن الجهود التي تبذلها المملكة المغربية من أجل الانسجام مع المعايير الدولية على مستوى الإصلاح الاقتصادي والمساواة بين الجنسين وإصلاح القضاء وتوسيع فضاء الحقوق والحريات. وبخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة, ذكر بيد الله بتجاوب المنتظم الدولي مع مشروعية الموقف المغربي وتأييده لمبادرة منح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار وحدة المغرب الترابية وسيادته الوطنية. كما اعتبر أن مقترح الحكم الذاتي سيمكن اتحاد المغرب العربي بدوله الخمس, من تكوين تجمع كبير ومتكامل على مستوى الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وقادر على رفع الجيل الجديد من تحديات المستقبل المشتركة خصوصا الأمنية منها والتنموية. وتوقف بيد الله, بالمناسبة, عند الأحداث الإجرامية الأخيرة التي عرفتها مدينة العيون وتفاعلاتها. ومن جهته, اعتبر باتريسيو ألخاندرو هالس ديب أن العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الشيلي في تطور مستمر, مؤكدا على أهمية البعد البرلماني ودوره في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات. وأضاف أن زيارة الوفد البرلماني الشيلي إلى المغرب ستساعد على تعميق أواصر التعاون والصداقة بين برلمانيي البلدين. وعبر ألخاندرو هالس ديب عن إعجابه بالإصلاحات الرائدة التي عرفها المغرب خصوصا على المستوى الحقوقي ومدونة الأسرة ومحاربة الفقر والإقصاء, معتبرا أن هذه الإصلاحات ستمكن المغرب من تقوية تماسكه الاجتماعي. وأشاد الوفد البرلماني بمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية بخصوص النزاع حول الصحراء, مؤكدا أن هذا المقترح يشكل نواة لحل دائم وعادل لهذا النزاع. وفي نفس السياق اعتبر الوفد أن المعلومات المستفيضة التي قدمت له بخصوص النزاع القائم حول الصحراء ستمكنه من تكوين رؤية عميقة ومتكاملة ومعرفة أطراف النزاع بصفة أكثر دقة.