أكد رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية، ميغيل أنخيل غارثيا بويول، أن "بوليساريو" حركة "ديكتاتورية وشمولية لا تحترم حرية التعبير ولا الديمقراطية". وأبرز الخبير القانوني الإسباني، في حديث إلى وكالة المغرب العربي للأنباء بمدريد، أن "البوليساريو حركة ديكتاتورية وشمولية، لا تسمح لأي شخص، بأي حال من الأحوال، التعبير عن أفكاره بحرية أو اختيار خياراته السياسية"، معربا عن استنكاره وشجبه لمعاناة الآلاف من المغاربة المحتجزين في مخيمات "بوليساريو"، في خرق واضح للمواثيق الدولية والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان. وشدد غارثيا بويول، في هذا الصدد، على أنه "لا توجد بمخيمات البوليساريو في الجزائر حرية ولا ديمقراطية"، موضحا أنه زار مرتين مخيمات تندوف، حيث عاين في المكان نفسه الظروف غير الإنسانية التي يعيش فيها المغاربة المحتجزون في مخيمات العار. وتأسيسا على ذلك أكد رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية أن "المطالبة بحقوق أساسية مثل الحرية أو الديمقراطية في مخيمات تندوف أصبحت جريمة تعرض بسببها العديد من الأشخاص للتصفية الجسدية"، داعيا في هذا الإطار المنظمات الدولية التي تتوفر على "الحد الأدنى من المصداقية" إلى مواجهة هذه الوضعية المأساوية. وأشار إلى أن قادة "بوليساريو" الذين تعتبر "النزوة قانونهم الوحيد"، يقصون أي شخص يتجرأ على الخروج عن الفكر الوحيد، موضحا أن هذه الطريقة أصبحت نظام الحكم في مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر. وأكد الخبير القانوني الإسباني، في هذا الإطار، أن اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود يعد دليلا آخر على سيادة الفكر الشمولي لدى "بوليساريو". وكان المناضل الصحراوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود اختطف، يوم21 شتنبر المنصرم، من طرف مليشيات "بوليساريو" في طريق عودته إلى مخيمات تندوف من أجل الالتحاق بعائلته، لمجرد أنه عبر عن رأيه بخصوص مشروع الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب، باعتباره الحل المنطقي والوحيد لقضية الصحراء. وأكد رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية، الذي يوجد مقره في سرقسطة (شمال إسبانيا) أن الإعلان عن إطلاق سراح مصطفى سلمى ولد سيدي مولود من قبل "بوليساريو" هو "مجرد كذب" لأن الحركة لا تمتلك سلطة اتخاذ القرار، لكونها مجرد أداة بأيدي الجيش الجزائري. وفي هذا السياق دعا المحامي، ميغيل أنخيل غارثيا بويول، إسبانيا والمجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على الجزائر و"بوليساريو" من أجل الكشف عن مصير مصطفى سلمى ولد سيدي مولود والإفراج عنه فورا، متسائلا في هذا الإطار عن غياب ردود فعل أولئك "المثقفين المزعومين الذين يفتقرون إلى الشعور بالحرية والديمقراطية والذين يتجاهلون قضية اختطاف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود". وفي ما يتعلق بالمخيم الذي نصب خارج المدار الحضري لمدينة العيون للمطالبة بتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، انتقد الخبير القانوني الإسباني الاستغلال السياسي لهذه القضية من قبل "بوليساريو". من جهة أخرى، أعرب الخبير القانوني الإسباني عن تنويهه بالجهود،التي يبذلها المغرب من أجل التوصل إلى حل سلمي لقضية الصحراء، مشيدا في هذا الصدد بالاستراتيجية الشاملة التي اعتمدتها المملكة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية، التي شهدت على غرار باقي الجهات الأخرى تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة. وأشار رئيس مركز الدراسات الإسبانية المغربية، في هذا الإطار، إلى أن برامج الإسكان وتحسين الخدمات الاجتماعية وتطوير البنيات الأساسية، خاصة منها الطرقية والمينائية تجعل من الأقاليم الجنوبية للمملكة ورشا مفتوحا لتحسين الظروف المعيشية للسكان. وأكد غارثيا بويول، الذي قام بالعديد من الزيارات للأقاليم الجنوبية، أن سكان هذه الأقاليم يعيشون في رخاء وطمأنينة، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من المحتجزين بمخيمات تندوف ينتظرون بفارغ الصبر فرصة العودة إلى المغرب والالتقاء بأسرهم.