قال الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، إن رحيل إدمون عمران المليح، المدافع القوي عن القضية الفلسطينية ، يعد "خسارة كبرى للمغرب ، وللأدب ولكل القضايا العادلة ". وأضاف الطاهر بن جلون، عضو أكاديمية غونكور، في شهادة لوكالة المغرب العربي للأنباء إن عمران المليح ، الذي وافته المنية أمس الإثنين بالرباط ، "هو قبل كل شيء كاتب كبير ، ورجل إقناع ، وقامة كبيرة ، ورجل عادل "، مؤكدا أن الراحل "قضى حياته مدافعا عن القضية الفلسطينية مؤكدا دائما على أنه مغربي، يهودي، عربي". وذكر بأن كتابه الأول "المجرى الثابت" يستحضر "حياته كمواطن مغربي ، يهودي ، وطني، مناضل من أجل حقوق الإنسان والعدالة في وطنه المغرب"، مضيفا أن عمران المليح خلف مؤلفات مهمة، داعيا "لإعادة اكتشافها وقرائتها" . وعبر الطاهر بن جلون ، بعد أن ذكر بالصفات الإنسانية التي كان يتميز بها هذا المفكر الكبير ، عن حزنه لخسارة "صديق استثنائي" الذي اعتبره مثالا ساطعا على التعايش الثقافي الذي تحدث عنه مفكر يهودي مغربي آخر وهو حاييم زعفراني ، أي التعايش بين المسلمين واليهود في مغرب منفتح ومتسامح ". وقال إن عمران المليح "كان يتمتع بذكاء حاد ، وصديقا غاليا ، كانت تجمع بيني وبينه صداقة غير عادية ، جميلة، ومثمرة ". وكان الراحل، يؤكد الطاهر بن جلون، يملك شعورا قويا بالصداقة ، يعرف كيف يتقاسم وكيف يعطي، مضيفا أنه "ترك الكثير من الأصدقاء، وهم كثر، منذ هذا الصباح أيتاما". وأبرز الكاتب المغربي أنه فقد بوفات عمران المليح فردا من أفراد أسرته ، موضحا أنه لن ينسى أبدا استقباله من قبل عمران المليح وزوجته سيسيل ماري في باريس بداية السبعينيات. " أنا حزين ولا عزاء لي في حزني ". وقال "إنه من الصعب تلقي نبأ وفاة من نحبهم" ، وبالنسبة للطاهر بن جلون فإن إدمون عمران المليح يبقى حيا لأن أعماله تشهد بذلك ، معبرا عن أمله أن يقرأ الشباب المغربي ، وشباب العالم ، أعمال هذا المفكر