وجهت "دولة العراق الإسلامية"، وهي مظلة تضم مجموعة من التنظيمات، على رأسها القاعدة في العراق، رسالة تهديد إلى المسيحيين في الدول العربية أقارب ضحايا الهجوم على كنيسة سيدة النجاة في بغداد (وكالات) وتوعدت بشن هجمات على كنائس في العراق ودول المشرق ومصر، استجابة لما قالت إنه "نداء الله والمستضعفات من المسلمات المأسورات" في كنائس مصر. وجاء تهديد التنظيم عبر رسالة صوتية تلاها شخص لم يعرّف عن نفسه، ولكنه أعلن مسؤولية "كتيبة الاستشهاديين في جيش دولة العراق الإسلامية" عن الهجوم، الذي استهدف كنيسة "سيدة النجاة" في بغداد الأحد الماضي، واضعاً ما جرى في إطار السعي لإطلاق نساء قيل إن الكنيسة القبطية في مصر تتحفّظ عليهن بعد إسلامهن. وحددت الرسالة أهداف عملية الكنيسة في بغداد ب"الإفراج عن كاميليا شحادة ووفاء قسطنطين وغيرهما"، وقالت "مطلبنا بسيط وواضح، أسيراتنا، اللاتي عند أبناء ملتكم في مصر مقابل أبناء ملتكم المحتجزين في الكنيسة"، قبل أن تقوم أجهزة الأمن العراقية بتحريرهم. وتوجهت الرسالة إلى الفاتيكان، داعية إياه إلى "الضغط على نصارى الشرق الأوسط" لإطلاق السجينات. وحذرت الرسالة من أن عدم الاستجابة لهذه المطالب ستفتح على المسيحيين "باباً لا يتمنوه أبداً، ليس في العراق فحسب، بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة"، ولوحت بتحويل كل الكنائس في هذه الدول إلى أهداف للتنظيم. وكانت قوات الأمن العراقي اقتحمت الكنيسة الأحد الماضي، لتحرير الرهائن، ما أسفر عن مقتل 58 شخصاً، بينهم 17 شرطياً وخمسة مسلحين، إلى جانب جرح 57 شخصاً. واحتجز المسلحون ما يزيد على 120 شخصاً في قداس، يوم الأحد الماضي، بكنيسة في حي الكرادة في بغداد وطالبوا بإخلاء زملائهم المعتقلين في سجون الداخلية. وقالت مصادر أمنية عراقية إن من بين القتلى 37 رهينة وعناصر أمن إلى جانب المهاجمين. وذكر الناطق باسم الجيش الأمريكي، المقدم أريك بلوم، أن عشرة من الرهائن إلى جانب سبعة من رجال الأمن العراق وما بين خمسة إلى سبعة من المهاجمين قتلوا في الهجوم الذي أصيب فيه ما بين 20 إلى 30 شخصاً. من جانبها، أعلنت "دولة العراق الإسلامية، وهو تنظيم ينضوي تحت مظلته مجموعات سنية متشددة ويرتبط بتنظيم القاعدة، في بيان نشر في مواقع راديكالية، مسؤوليته عن الهجوم. وتضاربت التقارير إزاء عدد المصلين ساعة الهجوم، إذ قال مارتين شلوف، مراسل صحيفة "الغارديان" البريطانية، الذي كان في موقع الحدث إن قرابة 50 شخصاً كانوا يحضرون القداس، في الوقت، الذي أشار فيه ناطق باسم الجيش إلى أن 120 كانوا بداخل الكنيسة. ونقل شلوف عن أحد الناجين أن مهاجماً داخل غرفة خلفية حشد فيها قس الكنيسة المصليين للحماية، وقام بإلقاء عبوة ناسفة غير محددة ما أوقع بعض الضحايا. ووصف الصحافي البريطاني قائلاً "انفتح الجحيم" واندلعت اشتباكات مسلحة وسمع دوي ما بين ثلاثة إلى أربعة انفجارات كبيرة لاحقاً. من جهة أخرى، أعلن وزير الهجرة الفرنسي، اريك بيسون، إثر هجوم على كنيسة في بغداد أوقع أكثر من خمسين قتيلا، أن فرنسا على استعداد لاستقبال 150 شخصا، وفي الدرجة الأولى من الأشخاص، الذين أصيبوا بجروح في الهجوم وعائلاتهم. وجاء في بيان للوزارة "في أعقاب المبادرة التي اتخذها رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) في خريف 2007 وتكمن في استقبال فرنسا عراقيين ينتمون إلى الأقليات الدينية الضعيفة، استقبلت فرنسا حتى اليوم 1300 شخص في إطار عملية تجري بالاشتراك مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وجمعية مساعدة الأقليات في الشرق". ويستفيد اللاجئون، الذين تستقبلهم فرنسا، لاحقا، من مساعدة اجتماعية وإدارية تقدمها أجهزة المكتب الفرنسي للهجرة والاندماج.