منع مئات الصحراويون بميناء مدينة العيون، أول أمس الأحد، 15 إسبانيا من مناصري البوليساريو من مغادرة باخرة "أرماس"، التي أقلتهم من مدينة لاس بالماس، بجزر الكناري. وقال محمد سالم الشافعي، مسؤول نقابي بقطاع الصيد البحري، وفاعل جمعوي بمدينة العيون، إن المواطنين، الذين فاق عددهم مائة شخص، كانوا في الموعد عند الثامنة صباحا، لاستقبال "النشطاء" الإسبان بشعارات وهتافات تنذرهم بالويل والثبور، إذا غادروا الباخرة، التي كانت تقلهم. وأضاف الشافعي، في اتصال أجرته معه "المغربية"، أمس الاثنين، أن المجموعة الإسبانية، التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، وتناصر أعداء المغرب، سبق لأعضائها أن خابروا ردة الفعل الجماهيرية، عندما قرروا، في غشت الماضي، حمل أعلام البوليساريو في قلب مدينة العيون، بقصد الاستفزاز، فتعرضوا لهجوم مواطنين لقنوهم درسا بليغا في الوطنية، ولو لا تدخل قوات الأمن، كانوا سيلقون مصيرا أسوء. وأكد مصدر "المغربية" أن المجموعة الإسبانية المشاغبة كانت تحمل مساعدات غذائية وإنسانية لمخيم المحتجين بضواحي مدينة العيون، ما اعتبره المتظاهرون، الذين وقفوا سدا منيعا في وجه هذه المجموعة المرتزقة، ضحكا على الذقون ومحاولة بائسة منهم لاحتلال موقع في الإعلام الإقليمي والعالمي. وأوضح الشافعي أنهم "مكثوا هناك حتى الثامنة مساء، وعادوا أدراجهم". وعلمت "المغربية" أن الترتيبات جارية لحل مشاكل المحتجين المقيمين في المخيم، بضواحي العيون، وأنه جرى، خلال الشطر الأول، توزيع 600 بقعة أرضية، لفائدة النساء الأرامل، و800 بطاقة جديدة للإنعاش الوطني، فيما ينتظر منح 600 بقعة أرضية أخرى لفائدة المطلقات، خلال الشطر الثاني، إضافة إلى 600 بقعة أرضية أخرى، ستوضع رهن إشارة المعوزين وذوي الاحتياجات الخاصة. للإشارة، فإن "النشطاء" الإسبان، سعوا إلى تقليد دور سفينة "الحرية" التركية، التي كانت أقلت مناصرين للقضية الفلسطينية، بهدف كسر الحصار على غزة، الصيف الماضي، فيما استهدفت المجموعة الإسبانية استقطاب الأضواء ومناصرة البوليساريو، التي تدفع لهم، تحت الطاولة، من الأموال الجزائرية، إلا أن المتظاهرين، الذين كانوا يحملون العلم الوطني، وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حاصروا أعضاء هذه المجموعة داخل الباخرة، وأحبطوا مناورتهم الدنيئة. من جهته، أكد الشرادي محمد، فاعل جمعوي بلاس بالماس، الذي حل على متن الباخرة نفسها بالعيون، رفقة 30 شخصا من فعاليات المجتمع المدني، أن زيارتهم إلى المدينة تهدف إلى إظهار للرأي العام المحلي والدولي بأن المغرب لن تثنيه الاستفزازات والتصرفات المناوئة لوحدته الترابية، من طرف بعض أذناب البوليساريو الانتهازيين. وأضاف الشرادي، وهو عضو اللجنة التنسيقية لفعاليات المجتمع المدني بالناظور، في تصريح صحفي، أن المغاربة شعب لا يرضخ للاستفزازات، كيفما كان نوعها، مبرزا أن أحسن رد على هذه المحاولات اليائسة، وعلى هؤلاء الانتهازيين، هي المشاريع التنموية الكبرى، التي يشهدها المغرب، في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس. وقال "إذا كان هؤلاء الإسبان يزعمون أنهم يمثلون المجتمع المدني، ويعملون فقط على نقل الرأي الواحد، ويتغاضون عن الرأي الآخر، فهذا يبعث على السخرية والاستهزاء". من جانبه، قال عضو اللجنة التحضيرية للحركة العالمية لدعم قضية الصحراء المغربية، رشيد أبيدار، إن المغاربة لن يقبلوا، بأي وجه كان، أن تمارس مجموعة من الأشخاص أعمالا استفزازية ضدهم، داعيا أفراد هذه المجموعة، غير المرحب بها في المغرب، إلى الرحيل عن تراب المملكة المغربية وألا يتدخلوا في شؤونها الداخلية.