أفادت تقارير إخبارية، أمس الأربعاء، أن اشتباكات عنيفة اندلعت، الليلة الماضية، بين مجموعة من المقاومة الفلسطينية وقوة إسرائيلية حلت التوغل في منطقة الواد على أطراف بلدة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس جنوب شرق قطاع غزة.ونقلت التقارير عن شهود عيان إشارتهم إلى أن عناصر المقاومة استهدفوا بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة قوة تابعة لسلاح الهندسة الإسرائيلية بشكل مباشر, مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة ومتبادلة بين الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة وعناصر المقاومة التي تصدت لها. وتخلل الاشتباك إطلاق قذيفة مدفعية تجاه المجموعة المقاومة دون إصابتها حيث سقطت القذيفة بمنطقة خالية, فيما قامت الآليات والجرافات بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص الثقيل بشكل عشوائي صوب منازل وأراضي المواطنين الفلسطينيين، إلى جانب قيامها بأعمال تجريف ومسح بالأراضي الزراعية على مسافة تتعدى 400 متر داخل أراضى قطاع غزة. في السياق نفسه ذكر شهود عيان أن دوى انفجارات سمعت بمحيط منطقة التوغل ما بين الفينة والأخرى ناجمة عن قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق عدد من قذائف الهاون (المورتر) تجاه الآليات والقوات المتوغلة. يذكر أن عدة آليات عسكرية إسرائيلية توغلت، مساء أمس الأربعاء، بشكل محدود ومفاجئ في أراضي المواطنين ببلدة القرارة وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي تجاه منازل وآراضي المواطنين الفلسطينيين. وأوضح الشهود أن أربع دبابات وجرافتين توغلت بشكل محدود في أراضي المواطنين في المنطقة انطلاقا من موقع كيسوفيم العسكري. وفي وقت لاحق .. فتحت الأبراج العسكرية المتمركزة بمحيط ما يعرف بموقع أبو صفية ,شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة نيران أسلحتها الرشاشة تجاه منازل وأراضي المواطنين الفلسطينيين بشكل عشوائي. وتزامن ذلك مع قيام الزوارق الحربية الإسرائيلية بقصف مراكب الصيد الفلسطينية قبالة سواحل وسط قطاع غزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات بالحادثين. من جهة أخرى، اتهم الرئيس السوري، بشار الأسد، الحكومة الإسرائيلية بأنها "غير راغبة وغير قادرة على تحقيق السلام" خلال لقاء جمعه مع وفد "مجموعة الحكماء" برئاسة ماري روبنسون رئيسة إيرلندا السابقة، ومشاركة الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر. وقال الأسد أمام الوفد إن السلام العادل والشامل "وحده يحقق الأمن والاستقرار"، كما حذر مما وصفها ب"الآثار الخطيرة للقانون العنصري، الذي يسمى قانون المواطنة"، الذي أقرته الحكومة الإسرائيلية أخيراً، كما شدد على أهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية، بينما قال كارتر إنه لا يمكن التوصل إلى سلام دون حركة المقاومة الإسلامية "حماس". وكان وفد المجموعة زار قطاع غزة خلال الأسبوع الجاري، ووجه انتقادات حادة للأوضاع الإنسانية والاجتماعية السائدة فيه بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي. وبعد اللقاء مع الأسد، عقد أعضاء الوفد مؤتمراً صحفياً، قالت فيه روبنسون إن الغرض الأساسي من زيارة الوفد للمنطقة هو "المساعدة في تحقيق سلام عادل"، ووصفت ما شاهدته خلال زيارة الوفد إلى غزة ب"الصدمة" مضيفة "المسألة لا تتعلق بتدمير المدارس والمستشفيات بل بالحصار المفروض على 1.5 مليون شخص نصفهم من الأطفال والنساء". وأشارت روبنسون إلى أن وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أكدت أنها لا تستطيع الوصول إلا إلى نحو 40 ألف طفل فلسطيني لتقديم المساعدة لهم بسبب الحصار وأن أطفال غزة يعانون من ظروف تعليمية صعبة إذ انهم يتلقون دروسهم في حاويات شحن، وفقاً لوكالة الأنباء السورية. ورداً على سؤال حول لقاء الوفد مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في دمشق قالت روبنسون "اللقاء كان بناءً جداً وتركز على المصالحة الفلسطينية ومبادرة السلام العربية". أما كارتر فأكد ضرورة إشراك حماس في أي جهد لتحقيق السلام وأنه من دونها "لا يمكن تحقيق شيء لأنها جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني".