ثمن صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، ما يبذله الأمين العام للأمم المتحدة، السيد بان كي مون من " جهود سخية، في سبيل استتباب السلم والاستقرار في العالم".كما أشاد جلالة الملك ، في خطاب وجهه إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الثالث للسياسة العالمية، التي انطلقت اليوم السبت بمدينة مراكش ، بحرص بان كي مون الدؤوب على إدراج قضايا التنمية والحكامة في صدارة أسبقيات الأممالمتحدة ومبادراته وأعماله البناءة، لجعل منظومتها البيت المشترك للإنسانية ومجمع دولها وضميرها الحي. وقال جلالة الملك إن هذا المؤتمر الهام، ينعقد في وقت لم يتم فيه بعد التجاوز التام للصدمات الناجمة عن الأزمة المالية الدولية ؛ إذ ما فتئت المؤشرات السلبية تنذر الجميع بإمكانية حدوث أزمات أخرى وتدهور الأوضاع ؛ بل وانفجارها في أي لحظة، وفي أي بقعة من بقاع العالم. وبعدما ذكر جلالة الملك بما تم إبرازه خلال الدورتين السابقتين للمؤتمر، عبر جلالته عن ثقته من أن المؤتمر الدولي للسياسة، يساهم بشكل ملحوظ، في بلورة حلول عقلانية للمشكلات المطروحة آنفا ولا سيما في الدفع بقضية الحكامة الدولية إلى الأمام، إذ يوفر أرضية للمناقشة وتبادل الأفكار، من شأنها أن تساعد على تعزيز روح الحوار والتعاون، وتغليبها على نزعات التشنج والمواجهة. وأكد جلالة الملك أن المغرب لا يسعه ، في هذا الصدد، إلا أن يثمن موقف المشاركين وهم يقرّون بحتمية التنوع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبضرورة إعادة توجيه النقاش، للتركيز من جديد على الدول بصفة عامة وعلى بلدان الجنوب، بصفة خاصة. " ومن هنا، يقول جلالة الملك ، فإننا كمؤتمنين على هذا الإرث المشرق وعاملين على استمرار المغرب في دوره الحضاري لترسيخ فضائله، نولي اهتماما بالغا لما سيتمخض عنه مؤتمركم الهام هذا، من أفكار ومقترحات وتوصيات وجيهة، بما هو مشهود لكم به من خصال رجال الدولة الكبار وعلماء السياسة الأخيار والخبراء والمختصين الذين لا يشق لهم غبار ". وأوضح أن هذا الأمر بوأ المؤتمر العالمي للسياسة، مكانة مرموقة في صدارة الملتقيات الدولية الكبرى، وجعل منه منارة طريق لصناع القرار والرأي العام عبر العالم، لأنجع السبل، لاستعادة السياسة لنبلها، والعمل السياسي لاعتباره، ولإضفاء عمق علمي، وبعد أخلاقي وإنساني، بما يمكنه من الإسهام الفعال في ضمان شروط حياة كريمة للأجيال القادمة، وبناء مستقبل مشترك للإنسانية جمعاء، يسوده الأمن والاستقرار، والتقدم والازدهار .