تسببت فيضانات اجتاحت دوار أساكا، بجماعة سيدي يحيى ويوسف، التابعة لقيادة تونفيت بإقليم ميدلت، هذا الأسبوع، في انقطاع الطريق الرابطة بين الدوار وتونفيت، وعزل السكان. الجرافة تزيح الأوحال وتطمر مياه الوادي بالأحجار (خاص) وحسب مصادر "المغربية"، فإن تدفق مياه وادي تفروت أغرق الدواوير المجاورة ومنع السكان من التنقل إلى قيادة تونفيت للتبضع والحصول على الوثائق الإدارية، علما أن مقر جماعة سيدي يحيى يوسف يوجد بمنطقة بواضيل، ما يضطر السكان إلى قطع مسافة أزيد من 60 كيلومترا للحصول على عقد ازدياد، مثلا. وأفادت المصادر أن فيضان وادي تفروت تسبب في إتلاف محاصيل الزراعة الخريفية، من تفاح وبطاطس، مشيرة إلى أن كبار الفلاحين تكبدوا خسائر مادية قدرت بالملايين، بينما لم يجد صغار الفلاحين، الذين يعتمدون على الفلاحة المعيشية، ما يأكلون. وقالت المصادر إن السكان يشكون انعدام التغذية في هذه الدواوير، وأغلبهم يعانون الجوع بسبب قساوة الظروف الطبيعية ونفوق الأغنام، وحسب تعبيرهم، أصبح معظمهم عاطلا عن العمل. أما سكان دوار أيت يعقوب، التابع لقيادة أمكور، بإقليم ميدلت، فيعيشون الوضع نفسه، بسبب فيضانات وادي يعقوب، الذي تسبب في قطع الطريق وإتلاف المحاصيل الزراعية، من تفاح وبطاطس وحبوب. وقالت المصادر إن السكان يطالبون الجهات المسؤولة بالتدخل لفك العزلة عنهم ومساعدة أبنائهم على استئناف الدراسة. وبينما يعاني سكان تونفيت العزلة والفقر والتهميش، ويتكبدون مشاق السفر للحصول على وثائق إدارية، خاصة القاطنون منهم بجماعات سيدي يحيى ويوسف، وأنمزي، وأكديم، فإن رؤساء تلك المقاطعات مرابطون بمركز تونفيت، تاركين مقرات الجماعات التابعين لها شاغرة، والسكان يتكبدون مشاق الطريق، ويقطعون مسافات طويلة، قد تزيد أحيانا عن 70 كيلومترا. ويشكو سكان تلك الجماعات بعد المسافة وانعدام مصاريف التنقل للوصول إلى تونفيت، بينما يقضي بعض رؤساء الجماعات أوقاتهم في التجول في الشارع الوحيد بتونفيت بسياراتهم الفارهة من نوع "كاط كاط"، ومنهم من يتنقل مرتين في الأسبوع إلى الجماعة التي يمثلها، ومنهم من يقضي وقته في المقهى، الذي يعتبر مكتبه الثاني لقضاء مصالح المواطنين. إن شعار تقريب الإدارة من المواطنين غائب تماما في قيادة تونفيت، والمواطن مطالب بملاحقة من الرئيس، وقطع مسافات طويلة بحثا عنه من أجل الظفر بتوقيعه على وثيقة.