أدانت شخصيات سياسية وأعضاء منظمات دولية غير حكومية وخبراء، يوم الأربعاء المنصرم، بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، ظروف العيش المزرية والانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان داخل مخيمات تندوف (جنوبالجزائر). وأجمعت عدة شخصيات طلبت التحدث عن قضية الصحراء أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، على إدانة الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان، خاصة حقوق حرية الرأي والتعبير وكذا التنقل، التي ترتكب داخل هذه المخيمات. وشجب سيدني آسور، رئيس المنظمة غير الحكومية "ثري فايث فوروم" ( ملتقى الديانات الثلاث) "الظلم السائد في مخيمات تندوف"، ولاحظ أن المحتجزين في تندوف "يعيشون في محنة وفقر مدقع" بسبب "تحويل" انفصاليي "بوليساريو" للمساعدات الدولية. وأعرب آسور عن أسفه لكون هذه المساعدات "لا تصل إلى المخيمات لأنها تهرب إلى الأسواق الجزائرية والموريتانية وغيرها"، وسجل أنه منذ مطلع السنة الجارية، فر حوالي أربعة آلاف محتجز صحراوي من مخيمات تندوف إلى المغرب "حيث شروط الحياة أفضل". وانتقد هذا المناضل الحقوقي البريطاني، من جهة أخرى، النداءات المستمرة التي يوجهها "بوليساريو" من أجل الحصول على المساعدات الدولية، بينما "يجري تخصيص الأموال المحصل عليها لأغراض عسكرية". وأضاف أن "عائلات بأكملها ما تزال منفصلة عن أقاربها بالمغرب لخدمة مصالح "البوليساريو" والجزائر"، معربا عن إدانته ل"الاستغلال المفضوح للفقر، الذي يعيشه سكان تندوف" من طرف هذه الأطراف. من جانبه، لاحظ المستشار السويدي، دافيد إريكسون، أن الوضع داخل مخيمات تندوف لم يتغير منذ أزيد من 35 سنة، بسبب "الفساد الذي يسود بين قيادات "بوليساريو" والمعاملة السيئة التي يتعرض لها السكان المحتجزون في المخيمات". وحذر إريكسون من أن هذه المعاناة اليومية "تعبد الطريق أمام التطرف والإرهاب ومختلف أشكال التهريب"، مذكرا بما يمثله تنظيم "القاعدة في المغرب الإسلامي" من تهديد لمنطقة الساحل والصحراء. واعتبر المستشار السويدي أن مخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية الذي اقترحه المغرب، هو الحل "الأكثر واقعية وفائدة" لإغلاق هذه المخيمات وتعزيز الأمن في المنطقة. وبدورها، أدانت تانيا ووربورغ، مديرة المنظمة البريطانية غير الحكومية "فريدوم فور أول" ( الحرية للجميع)، بشدة، المأساة الإنسانية السائدة في مخيمات تندوف، والغياب "الصارخ "لكافة أشكال الحرية في المخيمات. وقالت ووربورغ إن "البوليساريو، مدعومة من طرف الجزائر، تمنع الصحراويين من زيارة المغرب للقاء عائلاتهم"، مستنكرة "الاحتجاز القسري لآلاف الرجال والنساء والأطفال" في هذه المخيمات وحرمانهم من أبسط حقوقهم منذ أزيد من 35 سنة. كما عبرت عن إدانتها للقمع الذي تمارسه "البوليساريو" وراعيتها الجزائر على كل شخص عبر "عن دعمه لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب"، مستدلة، في هذا السياق، بحالة مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، الذي اختطف في 21 شتنبر الماضي، قبل أن يفرج عنه على إثر التعبئة الدولية المطالبة بإطلاق سراحه.