ما يزال سكان زنقة مصطفى المعاني، بالدارالبيضاء، يعانون تبعات سقوط عمارة سكنية، رغم مرور قرابة ثلاث سنوات عن حادث انهيارها. بقايا عمارة منهارة منذ 3سنوات يحتلها متشردون (خاص) وباتت هذه العمارة بؤرة سوداء في شارع يقع وسط العاصمة الاقتصادية، ولا يبعد سوى بضعة أمتار عن القنصلية الفرنسية، وعن مجلس مدينة الدارالبيضاء، ما أصبح يشكل خطرا على السكان وأصحاب المحلات التجارية والمارة، على السواء، وتحولت أنقاضها إلى مرتع للجرذان والفئران، ومختلف أنواع الحشرات، والميكروبات، والجراثيم، ومكانا يجتمع فيه المشردون، واللصوص، ومطرحا للنفايات المنزلية، وبقايا الأحجار والأتربة، ما يعرض سكان المنطقة لأخطار صحية ونفسية. وقدم السكان وأصحاب المحلات التجارية شكايات عديدة في الموضوع، للسلطات المعنية، وإلى رئيس مقاطعة سيدي بليوط شخصيا، يطالبون فيها بتسييج بقايا العمارة، لدرء أخطارها عنهم وعن المارة، وتلقوا وعودا لم تُنفذ إلى اليوم. واتصلت "المغربية" ببعض السكان وأصحاب المحلات التجارية، لترصد بعضا من معاناتهم في ظل هذه الكارثة البيئية والجمالية، فصرح محمد العلوي، صاحب سينما "إدن كلوب"، الكائنة أمام العمارة المنكوبة مباشرة، أن "الحياة في ظل هذه الكارثة أصبحت لا تطاق، وتحولت إلى جحيم، وكابوس حقيقي للسكان، ولأصحاب المحلات التجارية، وأثرت بشكل كبير على إيرادات المحلات التجارية، فتراجع عدد الزبائن بشكل لافت، بسبب اشمئزازهم من الرائحة المنبعثة من أطلال العمارة، ولخوفهم الشديد من اعتداءات اللصوص، والمتشردين، والمنحرفين، الذين أخذوا من بقايا العمارة مكانا للمبيت وممارسة القمار والسكر، وتصيد ضحاياهم من النساء المارين عبر زنقة مصطفى المعاني. وأضاف العلوي متذمرا، أن السكان وأصحاب المحلات التجارية لا يطلبون من السلطات المعنية غير الوفاء بوعودها، وحمايتهم، مذكرا أن هؤلاء عندما صوتوا على المنتخبين الحاليين بمقاطعة سيدي بليوط، كان هدفهم أن يقوم رئيس المقاطعة بالاهتمام بمشاكلهم وحمايتهم.. وطالب العلوي جماعة سيدي بليوط بأن تخصص جزءا من مداخيلها لتنظيف المكان، وإحاطته بسياج إسمنتي يحميهم من ويلات العمارة الشبح، "فليس من الصواب –يقول- أن ندفع الضرائب، ولا نجني حقا بسيطا من حقوقنا، مثل العيش في بيئة نظيفة، وخالية من الجراثيم، والميكروبات، وآمنة من المشردين واللصوص. كما طلب محمد العلوي من السلطات استدعاء أصحاب الأرض، لإلزامهم بوضع حد لهذه المأساة البيئية، التي تضر بصحة المواطن، وبواجهة المدينة السياحية، فهناك أجانب يزورون، بين الفينة والأخرى، زنقة مصطفى المعاني، التي كانت مفخرة البيضاويين في الستينيات، لاسترجاع ذكريات الطفولة، فيصطدمون بوجود أنقاض العمارة، وغالبا ما يلتقطون صورا لها. معاناة صاحب سينما "إدن كلوب" هي معاناة زنقة بكاملها، وهذا ما صرحت به صاحبة محل لبيع النظارات ل"المغربية"، قائلة إن التلوث الذي تخلفه الأزبال الملقاة في بقايا العمارة، يشكل خطرا لا يستهان به على صحة سكان الزنقة، خاصة الأطفال، لسرعة تعرضهم للأمراض وانتقال الجراثيم والمكروبات إليهم، كما تشكل العمارة الشبح خطرا أمنيا على السكان، وأصحاب المحلات والمارة. ولم يكن تصريح عبد الرحيم جنيح، صاحب محل تجاري، بدوره، ليخرج عن هذا السياق، معتبرا أن المعاناة واحدة، والمشكل عميق، وعلى السلطات المعنية التدخل، إما لإجبار أصحاب الأرض على تسييج المكان وتنظيفه، أو تتكلف جماعة سيدي بليوط للعمارة بذلك وتجبر أصحابها على دفع التكاليف.