أكد باحث أمريكي أن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي " لجأ إلى استقطاب مقاتلين في جبهة البوليساريو للاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم بمسالك الصحراء " . وقال جان بيتر فام الباحث الأمريكي بجامعة "جيمس ماديسون " بولاية فرجينيا في دراسة حديثة أنجزها حول علاقة "بوليساريو " بالجماعات الإرهابية ونشرت مضامينها صحيفة "لوكوتيديان دو نواكشوط " الموريتانية أمس الأربعاء إن "استقطاب مقاتلين سابقين في البوليساريو مكن تنظيم القاعدة من تقوية قدراته التدميرية " . وأوضح الباحث الأمريكي أن تنظيم القاعدة "اعتمد إستراتيجية استقطاب مرتزقة متمرسين يوجههم لتحقيق أهدافه وتمكينه من جمع ثروات طائلة متحصلة أساسا من اختطاف رعايا دول أوربية اعتمادا على خدمات هؤلاء المرتزقة المأجورين". وأشار الباحث الأمريكي في هذا الصدد إلى حالة المدعو " عمر الصحراوي" الذي قال انه قام باختطاف ثلاثة مواطنين إسبان من فوق التراب الموريتاني لفائدة تنظيم القاعدة . وأكد على أن عمر الصحراوي " ورغم أنه لا ينتمي إلى تنظيم القاعدة لأنه في حقيقة الأمر قيادي في المؤسسة العسكرية للبوليساريو فقد قام منذ سنوات طويلة بتقديم خدمات للتنظيم وللمهربين الذين يجوبون منطقة الساحل " . وأضاف أن عمر الصحراوي " ليس هو العنصر الوحيد في البوليساريو الذي يقوم بهذا النشاط فهناك ثلاثة آخرون ينتمون بدورهم للبوليساريو وهم محمد سالم محمد عالي ولد الركيبي ومحمد سالم ولد حمود والنفعي ولد محمد أمبارك " وجميعهم كانوا متورطين في ملف اختطاف الرعايا الإسبان وتمت محاكمتهم من طرف القضاء الموريتاني . وأبرز الباحث الأمريكي أن عملية اختطاف عمال الإغاثة الأسبان الثلاثة والدور الرئيسي الذي اضطلع به عمر الصحراوي في هذه العملية وإنهاء الأزمة بدفع فدية كلها مؤشرات أظهرت " العلاقة الوثيقة بين زعماء تنظيم القاعدة وعناصر بوليساريو". وأعرب بيتر فام عن أسفه لكون عمر الصحراوي " شكل إلى جانب المبالغ المالية التي دفعتها مدريد ورقة مساومة في عملية تحرير الرهائن الإسبان لدى تنظيم القاعدة ". وخلص الباحث الأمريكي إلى التأكيد على أنه " ورغم نفي البوليساريو لعلاقتها بعمر الصحراوي فإن تبني تنظيم القاعدة لعملية الاختطاف ومطالبته بإطلاق سراح عمر الصحراوي الذي اعتقلته مصالح الأمن الموريتانية كلها دلائل تثبت أن المرتزقة يحتلون مواقع مهمة في الهرم العسكري والمالي لتنظيم القاعدة ".