أجل قاضي التحقيق بالغرفة الثانية للتحقيق بمحكمة الاستئناف بسلا، الاستماع إلى عامل بناء، متهم بالاعتداء الجنسي على أربع قاصرات، تتراوح أعمارهن بين 11 سنة وست سنوات، بسلا، إلى دجنبر المقبل.لاستكمال الاستماع إلى المتهم، في إطار التحقيق التفصيلي. وقال سعيد كشون، من هيئة المحامين بالرباط، عن دفاع الضحايا وممثل جمعية "ما تقيش ولدي"، التي تنصبت طرفا مدنيا في القضية، ل"المغربية"، إن قاضي التحقيق سيواصل التحقيق مع المتهم، بعد قراره بتأجيل جلسة التحقيق، ليتمكن الدفاع من تقديم مطالبه المدنية، بعد تنصب كل من جمعية "ما تقيش ولدي"، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للدفاع عن الضحايا، كطرف مدني. وكان المتهم (37 عاما) المتحدر من مدينة تازة، ويعمل بأحد أوراش البناء في حي صفيحي بسلا، أحيل، في يوليوز الماضي، في حالة اعتقال، على النيابة العامة لدى استئنافية سلا، على خلفية متابعته بالاعتداء الجنسي على أربع قاصرات. واكتشفت ممارسات المتهم، بعد ضبطه من طرف عمة إحدى الضحايا، التي شاهدته وهو يستدرجها نحو مكان الاعتداء، لتخبر أسرتها، وبعد عرض الضحية على الطبيب، تبين تعرضها لاعتداء جنسي، فقدمت شكاية ضد المتهم لدى الضابطة القضائية لأمن سلا، التي ألقت القبض عليه. وأكدت مصادر مقربة من القضية أن المتهم (متزوج وأب لثلاث طفلات)، اعترف باعتدائه الجنسي على أكثر من طفلة بالحي الصفيحي، داخل بناية في طور البناء، موضحا أن سبب إقدامه على هذه الممارسات، هو شعوره بالبرود الجنسي تجاه زوجته. وأقر المتهم، حسب مصادرنا، بأنه كان يمنح ضحاياه الصغيرات مبالغ مالية، تراوحت بين درهم و20 درهما، بعد كل واقعة اعتداء، مشيرا إلى أنه كان يستغل مجيئهن لورشة البناء لمنحه الأكل، فيستدرجهن، ويبدأ في تقبيلهن ولمس أماكن حساسة من جسدهن، وأحيانا كثيرة، كان يمارس عليهن الجنس بطريقة سطحية أو عن طريق الإيلاج. وقالت نجاة أنوار، رئيسة جمعية "ما تقيش ولدي" في اتصال ب "المغربية"، إن الجمعية تبنت الملف للدفاع عن الضحايا القاصرات، مضيفة أنها عهدت إلى منسق الجمعية بمدينة سلا، ليتكلف بتوجيه القاصرات إلى الأخصائي النفسي للجمعية، لمتابعة الحالة النفسية للقاصرات، ومعالجتهن من تأثير الاعتداء الجنسي. وجاء في بلاغ لجمعية "ماتقيش ولدي"، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن الجمعية "توصلت بمعطيات ملف يتعلق بحالة اعتداء جنسي المؤدي إلى الافتضاض، تعرضت له أربع قاصرات على يد شخص كان يستغلهن، إذ كانت القاصرات ينقلن الأكل لهذا الشخص، الذي كان ينفرد بهن ويعتدي عليهن، ما أدى إلى حالة كارثية". وأدان بلاغ الجمعية سلوك المتهم، الذي وصفه ب "الهمجي"، مضيفا أنها "تبلغ الرأي العام تبنيها لملف الضحايا القاصرات، وإعلانها تمثيلهن أمام المحاكم، ودعوتها الجميع للوقوف إلى جانبهن، ومطالبتها المسؤولين القضائيين بإيقاع أقصى العقوبات على المتهم".