ألقى الرئيسان الأميركي، باراك أوباما، والإيراني، محمود أحمدي نجاد، خطابين، أمس الخميس، في نيويورك، في اليوم الأول من الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستعكف على بحث الأزمات العالمية الكبرى، مثل انتشار الأسلحة النووية وأفغانستان. وأعلن دبلوماسي غربي أن عدة مواضيع رئيسية ستطغى على نقاشات الأممالمتحدة بينها مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين والتغيرات المناخية وبرنامج إيران النووي والسودان مع اقتراب الاستفتاء حول تقرير المصير في جنوبه، الذي قد يؤدي إلى انفصاله، إضافة إلى ملف كوريا الشمالية. وأضاف "كل المواضيع الكبرى الراهنة يمكن أن تبحث خلال النقاشات". وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، النقاشات بخطاب يذكر فيه كما تجري العادة بأهمية دور الأممالمتحدة في تسوية القضايا الدولية الكبرى. لكن الأنظار تتجه لخطاب الرئيس الأميركي، الذي يعتبر الأهم خلال النهار فيما هناك ترقب، أيضا، لخطاب نظيره الإيراني. وينتظر حضور حوالي 130 رئيس دولة وحكومة إلى الأممالمتحدة في الأيام المقبلة. وألقى، أمس الخميس، 15 رئيس دولة وحكومة خطب، صباحا، وعشرون رئيسا بعد الظهر. وعقد مجلس الأمن الدولي أيضا اجتماعا، أمس الخميس، بمشاركة وزراء الدول الأعضاء 15، لبحث مسائل مرتبطة بحفظ السلام. كما سيعقد على هامش النقاشات اجتماع لمجموعة الثماني، التي تضم الدول الصناعية الكبرى الثماني، وهو لقاء تقليدي يعقد عند افتتاح أعمال الجمعية العامة. من جهة أخرى، كشف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أول أمس الأربعاء، عن استراتيجية جديدة للولايات المتحدة للمساعدة على التنمية، محذرا من أن العالم سيفوت الأهداف الطموحة لمكافحة الفقر في العام 2015، إذا لم يعتمد مقاربة جديدة. وستسعى السياسة الأميركية للتنمية الدولية إلى تشجيع النمو الاقتصادي وإعطاء أولوية للدول، التي تحاول تحسين إدارتها والتشديد على المحاسبة مقابل المساعدات الأميركية. وقال الرئيس الأميركي أمام قمة الألفية حول أهداف التنمية في الأممالمتحدة، التي اختتمت، أول أمس الأربعاء، "إذا استمرت الأسرة الدولية في القيام بالشيء نفسه وبالطريقة نفسها، فإننا قد نحرز تقدما متواضعا في بعض الأماكن، لكننا لن نبلغ أهداف التنمية". وأضاف "مع مرور عشر سنوات وقبل خمس سنوات فقط من المهلة المحددة، يجب أن نقوم بجهود أفضل"، خلال اجتماع لتقييم التقدم نحو تحقيق أهداف الألفية، بخفض الفقر والمجاعة لا سيما لدى النساء والأطفال. والاستراتيجية الأميركية الجديدة للمساعدة الدولية، التي استغرق إعدادها سنة بعد مراجعة شاملة للسياسة ستسعى إلى استخدام ما أطلق عليه أوباما اسم "أقوى قوة" عرفها العالم في مكافحة الفقر وتحقيق النمو الاقتصادي. وقال أوباما إن "الولاياتالمتحدة تغير الطريقة، التي تحقق فيها مهماتها"، متعهدا بالاستفادة من "الجهود الجيدة"، التي قام بها سلفه الرئيس السابق جورج بوش في هذا المجال، لكنه وعد بأن أميركا لن تتخلى عن الأشخاص، الذين يواجهون كوارث إنسانية. وستحدد الاستراتيجية الدول والمناطق الجغرافية، حيث تكون الشروط متوافرة للحفاظ على النمو. وقال أوباما إن الدول، التي تشهد انتقالا من الحرب إلى السلام ومن السلطوية إلى الديمقراطية ستكون أكثر الدول المرشحة لنيل المساعدات الاميركية في معرض إشارته إلى المساعدات الأميركية، التي أصبحت أكثر انتقائية ومركزة الأهداف. وأضاف الرئيس الأميركي أن الأموال الأميركية ستصل إلى دول تقوم بتحسين إدارة الحكم ودولة القانون والمؤسسات، التي تعمل بشفافية واحترام حقوق الإنسان، مشيرا إلى أنه "على المدى الطويل، الديمقراطية والنمو الاقتصادي يواكبان بعضهما البعض". ودعا أوباما إلى تبديد المفهوم القائل إن "المساعدة على التنمية لن تكون سوى عملية خيرية لا تخدم مصالحنا. ولنرفض العرف الذي حكم بموجبه على بعض الدول بفقر دائم". وأكد أوباما على التقدم الذي أحرز بالنسبة لبعض الأهداف في مجال التعليم ومكافحة السيدا والسل والملاريا. وأضاف الرئيس الأميركي "لكن علينا مواجهة واقع أن التقدم نحو أهداف أخرى لا يسير بالسرعة الكافية، لا سيما من أجل نساء يتوفين سنويا عند الإنجاب. ولملايين الأطفال الذين يموتون بسبب سوء التغذية. ولحوالي مليار شخص يواجهون بؤس المجاعة المزمن". وانتهت ثلاثة أيام من المشاورات في الأممالمتحدة بحضور رؤساء دول وحكومات إلى نتيجة أن بعض أهداف الألفية لن يجري تحقيقها.