كرر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول أمس الأربعاء، تهديده بوقف مفاوضات السلام المباشرة مع إسرائيل إذا استمر الاستيطان اليهودي، في ختام جولة محادثات جرت في القدسالمحتلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بحضور وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون. عباس وهيلاري كلينوتون (أ ف ب) ميدانيا، جددت إسرائيل عدوانها على الفلسطينيين في غزة، أمس الخميس، وقتلت فلسطينيا، فيما أصيب اثنان آخران في غارات جوية إسرائيلية على أنفاق تهريب قرب رفح (جنوب قطاع غزة) كما شن الطيران الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، عدة غارات على قطاع غزة. وأعلن مسؤول فلسطيني كبير رفض الكشف عن اسمه أن الرئيس الفلسطيني أبلغ نتانياهو مساء أول أمس الأربعاء، أنه "إذا استمر الاستيطان لن تستمر المفاوضات". وأضاف أن كلام عباس جاء ردا على تأكيد نتانياهو له "أنه لن يوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية". وأوضح المسؤول أن اجتماع القدسالمحتلة "لم يختلف عن اجتماع شرم الشيخ (الثلاثاء) لجهة تعنت نتانياهو تجاه رفض وقف الاستيطان وتركيزه على الأمن". وأوضح أن عباس ركز من جانبه "على موضوع حدود الدولة الفلسطينية المقبلة على حدود الأراضي الفلسطينية، التي احتلت عام 1967 مع القبول لفكرة تبادل الأراضي بالمثل". ويشكل الخلاف بشأن الاستيطان أكثر المسائل الضاغطة في المفاوضات الجارية مع اقتراب انتهاء سريان قرار التجميد الجزئي لأعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة في 26 سبتمبر. ومساء أول أمس الأربعاء، أعلن الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، في القدسالمحتلة، أن المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين سيلتقون، مجددا الأسبوع المقبل، لمواصلة مفاوضات السلام المباشرة. وقال "توافق الجانبان على أن يواصل المفاوضون مشاوراتهم الأسبوع المقبل بهدف إعداد الأرضية لمحادثات جديدة على مستوى القادة"، مؤكدا أن "المشاورات كانت مثمرة". وأضاف أن "الرئيس عباس، ورئيس الوزراء نتانياهو استأنفا محادثاتهما حول القضايا الرئيسية ونقاط الخلاف الأساسية في هذه العملية، وأن الزعيمين لا يرجئان المسائل الصعبة إلى نهاية محادثاتهما". وتابع ميتشل أن نتانياهو وعباس "يبحثان مباشرة كل القضايا التي في صلب النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. نعتبر أنه مؤشر قوي على اقتناعهما بأن السلام ممكن على أنهما يرغبان في التوصل إلى اتفاق". وقال ميتشل ردا على سؤال حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة "في إطار جهودنا، نواصل إحراز تقدم حول هذه القضية، نعتبر أن الأمر هو على هذا النحو". ومن قضايا الخلاف الأساسية حدود الدولة الفلسطينية المقبلة وأمن إسرائيل ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس والاستيطان اليهودي. واستأنف الإسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في الثاني من سبتمبر في واشنطن، بعد توقفها، منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة بين ديسمبر 2008 ويناير 2009. وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية، أمس الخميس، عدة غارات جوية على أهداف في قطاع غزة وفقا لمصادر طبية فلسطينية وشهود عيان دون الإشارة إلى وقوع إصابات. وذكر أحد شهود عيان أن "طائرات "اف16" الصهيونية قصفت مصنعا للبلاستيك في خاني ونس بجنوب القطاع قبل أن تقصف موقعا للتدريب لكتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحماس) بصاروخين على الأقل في منطقة موراج " بجنوب قطاع غزة. وقال أدهم أبو سلمية، المتحدث باسم الخدمات الطبية في قطاع غزة، إن القصف "لم يسفر عن وقوع إصابات". وفي شمال غزة، ذكر شاهد عيان أن الطائرات الإسرائيلية أغارت على هدف بالقرب من المقبرة الشرقية دون وقوع إصابات. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أول أمس الأربعاء، أن صاروخا وقذيفتي هاون أطلقت من قطاع غزة سقطت في جنوب إسرائيل دون أن يسفر انفجارها عن إصابات. وأوضح متحدث باسم شرطة الاحتلال الإسرائيلي أن القذيفتين تحويان مادة الفوسفور، وأضاف لوكالة فرانس برس "ليست المرة الأولى يطلق فيها الفلسطينيون قذائف تحوي الفوسفور، لكن هذا الأمر لم يحصل منذ أكثر من عام". وكثيرا ما يشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على منطقة الشريط الحدودي مستهدفا الفلسطينيين والممرات التي ينقلون منها البضائع والأدوية، لكسر الحصار المفروض عليهم من قبل سلطات الاحتلال.