انتهت عطلة عيد الفطر المبارك, وبدأ الزعماء اللبنانيون يعودون تباعا من عطلهم التي قضوها خارج الوطن, للدخول في موسم سياسي ساخن جد في لبنان كما كان متوقعا. وبوادر هذا الموسم الساخن بدأت مع ندوة صحفية عقدها , أمس الأحد ببيروت , المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد, جاء فيها كلام "من العيار الثقيل" كما قالت جريدة (السفير), حيث دعا فيها جميل السيد المدعي العام الدولي دانيال بلمار إلى الاستقالة. وقد توالت ردود الفعل على التصريحات التي أدلى بها اللواء الركن المتقاعد متراوحة بين القوة والعنف والدعوة إلى التريث والتثبث. فبخصوص موقف تيار المستقبل الذي يتزعمه رئيس وزراء لبنان سعد الحريري, أعلن عضو كتلته البرلمانية النائب عمار حوري في تصريح لجريدة (اللواء) أن "جميل السيد أطلق تهديدات يحاسب عليها القانون نضعها في عهدة السلطات المختصة". وأضاف حوري أن كلام جميل السيد "عموما يعكس حالة التوتر الشديد التي يعيشها لأسباب تتعلق به. لا نريد الدخول معه ولا مع غيره في سجالات (...). ونحن منذ اليوم الأول لا نريد إلا الحقيقة, وأوكلنا الأمر إلى المحكمة". وفي حديث لإذاعة (صوت لبنان) , اليوم , أشار عضو كتلة المستقبل النيابية النائب زياد القادري إلى ان """"المرونة التي يظهرها رئيس الحكومة سعد الحريري تقابل بمزيد من الضغط من قبل بعض الأطراف الداخلية, وكأن هذا البعض يريد إجهاض المفاعيل الإيجابية للكلام الأخير لرئيس الحكومة (حول تبرئة سورية من دم رفيق الحريري) واستخدام موضوع شهود الافتراء (...) كمطية في سياق مخطط إسقاط المحكمة الدولية"""". وقال القادري , أيضا , في حديث لقناة (الجديد) "واهم من يعتقد أن لغة التهديد والشتائم والصراخ تستطيع إسقاط المحكمة الدولية", واضعا ما جاء في كلام جميل السيد من "تهديدات مباشرة"""", تحت "تصرف القضاء اللبناني". وفي مقابلة مطولة خص بها النائب عقاب صقر موقع 14 آذار الإلكتروني, وصف كلام اللواء المتقاعد بأنه "ادعاءات فارغة, لأن المدعو جميل السيد فقد بعضاً من ذاكرته وحالته النفسية تزداد سوءاً, وهو يقوم حالياً بتحويل مشكلته الخاصة إلى أزمة عامة وتاريخه يشهد عليه". واتهمه بانه صاحب "تاريخ من الممارسات القمعية والفساد المالي والابتزاز وتزوير الوقائع", كما اتهمه بأنه "طلب15 مليون دولار من الحريري ليتنازل عن قضيته وينهي ملفه". ومن جهته, أعرب النائب عماد الحوت لإذاعة صوت لبنان , اليوم , عن اعتقاده بأن المؤتمر الصحافي لجميل السيد "يأتي في سياق الضغوطات المتلاحقة في محاولة لإلغاء المحكمة الدولية التي ستكون عقيمة وفاشلة, لأن الموضوع خرج من الأيدي اللبنانية وبات في عهدة المجتمع الدولي, وبالتالي فان التأثير عليه صعب". وأضاف عماد الحوت أن جميل السيد "يعبر عن وجهة نظر شخصية ضيقة منطلقة من مصالح ذاتية وليس من وجهة نظر فريق سياسي معين". ورأى "أن سوريا حريصة على علاقة جيدة مع لبنان من خلال المؤسسات ومن خلال رئيس الحكومة", وأن "علينا انتظار نتائج التحقيق والقرار الظني وبعدها نحكم على أداء المحكمة الدولية".