قالت مصادر طبية إن المغرب يشهد نفاد مخزون الصيدليات من مصل "أنتي د" (ANTI D)، المعروف بأنه مادة حيوية مضادة للفصيلة الدموية السلبية..ويعتبر في غاية الأهمية بالنسبة للنساء الحوامل والأمهات الجدد لتفادي تعرضهن لمشاكل في الإنجاب، وتهديد حياة مواليدهن، إما بالوفاة أو بمشاكل صحية خطيرة، بسبب سلبية فصيلة دمهن وإيجابية مصل مواليدهن. وأكدت مصادر "المغربية" أن توفير مادة "أنتي د" موكول إلى أحد مختبرات الأدوية في المغرب، منذ إعفاء معهد باستور من هذه المهمة، وأن سوق الأدوية في المغرب يعرف، منذ تلك الفترة، صعوبات في توفير المادة، تتأرجح بين نفاد مؤقت، لسرعة انتهاء مخزون الصيدليات منه، أو نفاد كلي، علما أن تكلفته تصل إلى حوالي 800 درهم. وأكدت المصادر أن أطباء التوليد وأمراض النساء يتحرجون من نفاد المادة، لأهميتها القصوى بالنسبة إلى الحوامل، ونجاعتها في تجنب العواقب الوخيمة التي يمكن أن تطال الأمهات، إذ أن مصل "أنتي .د" يقدم خلال 72 ساعة بعد الوضع، لمنع جسم الأم من التخلص من كل الكريات الحمراء الجنينية، قبل أن يستيقظ جهاز المناعة، ويبدأ في تصنيع مضادات لها، وإلا تكررت المشاكل عند كل حمل وتضرر منها كل جنين جديد. وعللت المصادر تكرار نفاد مخزون المادة في الصيدليات، خلال فترات متقاربة، إلى إحجام عدد من مختبرات الأدوية عن استيراده من سوق الأدوية الدولية بسبب هامش الربح، الذي يعتبرون أنه ضعيف وغير مشجع لهم لجني أرباح من وراء تسويقه. وترى مصادر متطابقة أن السبب يعود إلى مخاوف بعض الصيدليات، الواقعة خارج محاور المدن الكبرى، من تخزين المادة، وإحجام المختبرات عن استيرادها بكميات تناسب حجم الطلب، "لسرعة انتهاء صلاحية استعمال "أنتي د"، إذ أن تخزينه ونقله مشروط بظروف معينة وبوضعه تحت درجة برودة منخفضة. وقالت المصادر إن معاناة الحوامل تزداد في المدن الصغرى والمناطق البعيدة عن محوري الدارالبيضاء والرباط، بينما تحدثت مصادر متطابقة عن أن قاطنات الدارالبيضاء أنفسهن يواجههن صعوبة في الحصول عليه لعدم توفره في الصيدليات. وتفيد شروحات الأخصائيين أن مصل "أنتي. د" يكتسي أهمية بالغة بالنسبة إلى الحوامل اللواتي من فصيلة دموية سلبية، وهن حوامل بأجنة من فصيلة دموية إيجابية، موروثة عن الأب، إذ يفترض أن يمنحن المضادات الحيوية ل"د"، قبل أن تمر الكريات الحمراء من دم الوليد إلى الأم، خاصة عند الوضع، ويمكن أن يقع انتقال الخصائص الوراثية لدم الجنين إلى والدته. وإذا تخلفت الأم عن أخذ المصل، خلال الولادة الأولى، فإن جهازها المناعي يعمل بشكل تلقائي على صنع مضادات للمادة "د"، التي يعتبرهما جسما غريبا، ما يشكل خطرا على صحة المولود الثاني. وتتسبب مضادات "د"، الموجودة في جسم الأم في تدمير الكريات الحمراء للمولود الثاني، ينتج عنها انحلال الدم، أو ما يعرف بفقر الدم أو"بوصفير"، الذي يؤدي إلى وفاة الجنين، إما في بطن أمه أو بعد الولادة، كلما كانت درجة الإصابة متقدمة.