احتج مستشارون من الأغلبية والمعارضة على "توظيف فضاءات دينية" من طرف حسن بنعمر، رئيس مقاطعة عين السبع، في "حملات انتخابية سابقة لأوانها"، في إطار صراع يجري في المقاطعة بين حزبي التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة. واشتد الصراع بين مكونات مجلس مقاطعة عين السبع في شهر رمضان، إذ راسل مستشارون، منهم أعضاء بمكتب مجلس المقاطعة، من أحزاب الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الدستوري، وجبهة القوى الديمقراطية، والبيئة، الجهات المختصة، يشتكون "الممارسات الخطيرة، اللامسؤولة، وغير القانونية، من طرف رئيس مجلس مقاطعة عين السبع، وأحد المستشارين الموالين له". وينتمي بنعمر إلى التجمع الوطني للأحرار. وأجمل المحتجون في رسائلهم، وشكاياتهم الموجهة إلى وزير الداخلية، ورئيس المجلس العلمي لعين السبع، ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى، وعامل مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، الخروقات في "توظيف مسجد السلامة، المعروف ب"مسجد حي الشعبي"، في حملات انتخابية سابقة لأوانها"، مشيرين إلى أن "مستشارا يتطاول على مكبر الصوت الخاص بإمام المسجد، كل يوم، ويشرع في تمجيد وتعظيم الإنجازات الجبارة والضخمة للرئيس لفائدة سكان عين السبع، إضافة إلى التعريف بأجندته الرمضانية لأعمال البر، ما أثار استهجان واستنكار كافة المصلين". وتابع المحتجون في شكاياتهم، التي حصلت "المغربية" على نسخة منها، أن "جرأة الرئيس وصلت إلى درجة الحضور شخصيا، يوم 25 غشت بين العشاءين، إلى المسجد، وتوزيع هدايا وجوائز، بداعي مسابقة قرآنية منظمة من طرفه، مع أن الجهة المنوط بها تنظيم هذا النوع من المسابقات هي المجلس العلمي". وطالب المشتكون وزير الداخلية، ورئيس المجلس العلمي لعين السبع، ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى، وعامل مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، بإصدار أوامرهم "بما يحفظ قدسية المسجد، وبما ينسجم والرغبة الملكية لأمير المؤمنين بإصلاح الشأن الديني، للرقي به لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ودرءا للمزايدات السياسية والانتخابية". وقال معارض لبنعمر إن الرئيس "استغل شهر رمضان، وسخر مسانديه في الحملات الانتخابية، وضمنهم 5 موظفين بالمقاطعة الجماعية، يحظون بعناية خاصة، لتوزيع إعانات بمناسبة رمضان". وأوضح المصدر أن حملة توزيع الإعانات لم تقتصر على بعض المناطق، التي يشكو سكانها الفقر، بل شملت مناطق بعين السبع، عبارة عن فيلات. وتضمنت إعانات رمضان، التي وزعها بنعمر، بواسطة مسانديه في الحملات الانتخابية، "كيلو سكر، ولتر زيت، وعلبة شاي صغيرة، وعلبة طماطم صغيرة، و5 كيلو دقيق"، مقابل نسخة من البطاقة الوطنية، وصورتين، قيل إنها من أجل الانخراط في حزب رئيس المقاطعة، التجمع الوطني للأحرار. واستغرب المصدر "منح بنعمر لمستشار سبق أن ترشح باسم جبهة القوى الديمقراطية، انشق عن المعارضة، امتيازات، ضمنها رخصة استغلال شاطئ الشهدية، الذي حوله إلى مكان خاص، وبادر بتنظيم سهرات ليلية مع بداية رمضان، قبل أن يتدخل قائد مقاطعة ميموزا، لمنع تنظيم هذه السهرات غير القانونية". ووقع رسائل الاحتجاج سفيان قرطاوي، النائب الثامن لعمدة الدارالبيضاء، والنائب الأول لرئيس مجلس مقاطعة عين السبع، وهشام جبري، النائب الثالث لرئيس المقاطعة، وإدريس أيت الدوش، مستشار، والثلاثة من الأصالة والمعاصرة، وحمودة القيصوري، الرئيس السابق لمقاطعة عين السبع، مستشار عن حزب البيئة والتنمية، ويوسف حسينية، مستشار عن جبهة القوى الديمقراطية، وعبد الفتاح مناضل، وفاطمة برنوص، وعبد الكريم مشيش، مستشارون عن الاتحاد الدستوري.