عن "جريت أو جاريت" يقول ملحنها عبد القادر وهبي، إنه بعدما اشتغل مع بعض الأصوات الرجالية، التي كانت مسيطرة على الساحة الفنية المغربيةوبصفة خاصة محمد الحياني، الذي خصه بأول قطعة من ألحانه بعنوان "ندم"، وكانت أول أغنية تبث على أمواج الإذاعة الوطنية بصوت الحياني، وعبد الهادي بلخياط، الذي خصه بالعديد من الأغاني الناجحة، مثل "يا بنت الناس"، و"عوام"، و"تعلمتي يا قلبي"، و"كون على بال"، سأله بعض الأصدقاء عن السر في عدم اشتغاله مع الأصوات النسائية، فقرر أن يخوض التجربة مع نعيمة سميح، من خلال أغنية "جريت أو جاريت"، التي نشرت اسم نعيمة سميح خارج أرض الوطن، وفتحت لها الأبواب على مصراعيها نحو عالم الشهرة، إذ أصبح الكل يربط "ياك أجرحي" بنعيمة، كما لحن لسميرة بنسعيد أغنية "خايفة"، ولماجدة عبد الوهاب أغنية "حتى فات الفوت"، في ما بعد، التي اعتبرها بمثابة الجزء الثاني من أغنية "جريت أوجاريت". ومن الذكريات، التي ما زال وهبي يحتفظ بها، عن "ياك أجرحي" أنه بمجرد ما علم بوجود كلمات الأغنية، لدى كل من الفنانين محمد بنعبد السلام وعبد الوهاب الدكالي، سارع إلى تسجيلها، خوفا من أن تضيع منه، خصوصا بعد تأكده من أن الراحل علي الحداني، منح الأغنية لثلاثتهم، وأن كل واحد منهم وضع لها لحنا مختلفا. ولولا الصدفة، وسرعة بديهة وهبي، لكانت هذه الأغنية عرفت منحى آخر، وأسند غناؤها لصوت آخر وبلحن مغاير تماما، ربما أفقدها جاذبيتها، ونجاحها الذي تحقق مع صوت نعيمة، ولحن وهبي الرقيق المرهف. في هذه الأغنية، توحدت نعيمة مع الكلمات واللحن حتى صارت "ياك اجرحي عند نهاية السبعينيات من القرن الماضي، أغنية كل النساء عموما، والجريحات خصوصا، اللواتي أقبلن عليها حفظا وتقليدا بشكل منقطع النظير، لدرجة أن العديد من المطربات العربيات لم يترددن في أدائها، بدءا من الراحلة ذكرى، التي غنتها في أحد برامج اكتشاف المواهب في تونس، وسجلتها، في ما بعد، بصوتها للتلفزيون الليبي وتحديدا سنة 1998، وكذلك غنتها أصالة نصري، ووردة الجزائرية، وعلية التونسية، وعزيزة جلال، ونادية مصطفى، وسميرة بنسعيد، ونوال الكويتية، وعتاب، وأسماء لمنور، وجنات، والقائمة طويلة. ورغم أن "جريت أو جاريت" أغنية نسائية مائة في المائة، إلا أنها استهوت العديد من الأصوات الرجالية، أمثال الراحلين الشاب حسني، وطلال مداح، ومحمد البلوشي، وجورج وسوف، والعديد من الفنانين العرب، الذين لم يترددوا في أدائها في مختلف المناسبات.