كشفت تصريحات عدد من المواطنين عن عدم تناولهم البيض في اليوم الأول من رمضان بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وإقبالهم على عصائر الفواكه والمشروبات والخضراوات في وجبة الإفطار.بيع البيض ينتعش فقط خلال الأعياد ورمضان (أرشيف) أفاد تجار البيض بالدارالبيضاء في توضيحات حول حركة السوق الخاص بالبيض، أن ارتفاع درجة الحرارة أثرت على الدواجن وإنتاج البيض، خاصة في الضيعات غير المهيأة بوسائل التبريد. وتوقعوا ارتفاعا في نفوق الدواجن وفساد في البيض باستمرار موجة الحرارة. كما ذكروا أنه رغم أهميته في تحضير بعض الوجبات واستهلاكه خلال رمضان جرى تسجيل ركود في اقتنائه هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، وعزوف عن تناوله. نصائح طبية وقالت سناء العيناني، طبيبة أخصائية في التغذية ل"المغربية" إن ارتفاع استهلاك البيض يهدد بتصلب الشرايين، خاصة إذا تجاوز معدل تناوله ست بيضات في الأسبوع، بالنسبة للشخص العادي، ويرفع من المضاعفات الصحية للمصابين بأمراض مزمنة. وأوضحت العيناني أن البيض غني بالكالسيوم إضافة إلى احتوائه على بروتينات مثل السيلنيوم، التي تساعد على رفع الطاقات الحرارية لجسم الإنسان، فيما حذرت مرضى السكري والكوليسترول من تناول أزيد من 3 بيضات في الأسبوع، تفاديا لتأثيرات سلبية على صحتهم، موضحة أن البيض يثبت المواد الذهنية في العروق والشرايين، ويهدد بتصلبها بفعل تناولها بكثرة مع مرور السنين. وتحدثت العيناني عن المشاكل الصحية التي يعانيها بعض المغاربة لإقبالهم على تناول وجبات غذائية بشراهة عند الإفطار، دون تناول السوائل، إذ يصعب على الجهاز الهضمي، فرز كميات مرتفعة استقبلتها دفعة واحدة. وأشارت إلى ضرورة تناول شرب الماء ومواد سائلة عند الإفطار وانتظار حوالي ربع ساعة لتناول بعض المواد الاستهلاكية ترفع من طاقة الجسم. وذكرت العيناني أن كثرة تناول المعجنات والسكريات والمقليات ترفع من وزن الجسم خلال رمضان وتضعف العضلات، ويمكن للجسم أن يفقد هذا الوزن، عبر حمية بسرعة بعد رمضان، غير أن العضلات تظل ضعيفة وغير قادرة على أداء مهامها. وعبر عدد من المواطنين عن عزوفهم عن تناول البيض عند الإفطار في رمضان، الذي صادف يومه الأول ارتفاع درجة الحرارة، إذ أشاروا إلى إقبالهم على شرب الماء، ومواد استهلاكية سائلة من قبيل عصائر الفواكه ومشروبات باردة. وذكرت زبيدة النعيم، معلمة، ل "المغربية" أنها أعادت كل ما حضرته لمائدة الإفطار في اليوم الأول من رمضان إلى المطبخ، لأن أبناءها فضلوا شرب العصائر والماء، على تناول بعض "الشهيوات" الخاصة بالمناسبة. وقالت إنها لم تحضر البيض المسلوق، الذي كان ضمن المواد الاستهلاكية التي تملأ مائدة الإفطار، لأن الجسم يحتاج خلال موجة الحرارة لسوائل تروي عطش الصائم. وإضافة إلى سلقه وجعله ضمن المواد التي يمكن للصائم أن يتناولها، يمكن أن تحضر به بعض الفطائر والحلويات التي تزخر بها مائدة الإفطار، تقول النعيم، التي عزت عزوف بعض رفيقاتها عن اقتناء البيض إلى ارتفاع درجة الحرارة، التي يمكن أن تلحق أضرارا بجودته. وبدوره قال سعيد أكورام، موظف في وكالة أسفار، ل"المغربية" إن ارتفاع درجة الحرارة لا تسمح بتناول مواد اعتبرها "ثقيلة" على الجسم، خاصة في رمضان، فيما تحدث عن أهمية السوائل والماء للصائم في رمضان، مشيرا إلى أن البيض يتوفر على مواد مهمة لرفع طاقات جسم الصائم، وتوقع وجود إقبال عليه لو صادف رمضان فصل الشتاء وأيام البرد. سعر البيض أوضحت مصادر من سوق البيض بالدارالبيضاء ل"المغربية" أن الإقبال ضعيف على اقتناء البيض هذه السنة مقارنة مع السنة الماضية، وأن سعر البيض ارتفع منذ اليوم الأول من رمضان مقارنة مع الأيام التي سبقت حلول هذه المناسبة، بحوالي 10 سنتيمات، ما أدى إلى انتشار تخوفات بين باعة الجملة من فساد المنتوج، خصوصا أن أصحاب الشاحنات القادمين من مناطق بعيدة عن الدارالبيضاء، الذين يضطرون إلى المبيت قرب السوق لعرض بضاعتهم في اليوم الموالي بالسوق، باللجوء أحيانا إلى تخفيض سعر البيض للتخلص من الحمولة. وأضافت المصادر نفسها أن ارتفاع درجة الحرارة تؤثر على جودة البيض، خاصة في حالات عدم حفظه في شاحنات غير مدعمة بوسائل التبريد، مشيرة إلى أن السوق يشهد ركودا غير معهود، إضافة إلى تخلي عدد من التجار عن مزاولة المهنة لضعف المداخيل اليومية. وقال العربي، تاجر بسوق "البياضة" المحاذي لشارع محمد السادس، بالدارالبيضاء، ل"المغربية" إن هذه التجارة التي يزاولها منذ سنة 1987 لا توفر جميع حاجياته اليومية، لأن السوق يشهد رواجا في مناسبات محدودة خلال السنة، منها مناسبة الأعياد ورمضان. وأضاف أن موجة الحر التي سبقت حلول رمضان وصادفت موسم نضج بعض الفواكه، من قبيل "الدلاح" و"البطيخ"، أثرت على المبيعات، لأن المستهلكين يفضلون مواد باردة تنعش الجسم. ونصحت منظمة الصحة العالمية بضرورة تنظيف البيض قبل استعماله لأن يمكن أن ينقل عوامل مرضية داخل قشرته وعلى سطحه وأكدت ضرورة التأكد من أن صفار البيض مطبوخ جيدا ولا يبقى سائلا، إضافة إلى تنظيف جميع أماكن وأواني، الطبخ التي استعملت في طهو البيض. وحذر بعض الأطباء من شراء البيض من بعض الباعة المتجولين، لأن عرضه طيلة اليوم تحت أشعة الشمس يضعف جودته، ويفقده بعض المواد المهمة للجسم، إضافة إلى عدم شراء البيض المكسر، لخطورة حمله بعض العوامل التي تلحق أضرارا بالجسم.