أنهى، أخيرا، الفنان المغربي، عبد الكبير الركاكنة، تصوير أحداث الشريط القصير "نوارس" لمخرجه عبد الحكيم البيضاوي، الذي يمثل فيه هو ومجموعة من الوجوه الفنيةمن بينهم نجاة الخطيب، وعزيز الخلوفي، وعبد الهد الساسي، وخالد المغاري، وآخرون. ومن المنتظر أن يعرض هذا الشريط على شاشة القناة الأولى، بعد نهاية شهر رمضان المقبل. وأوضح الركاكنة، في تصريح ل "المغربية"، أن شريط "نوارس" يعالج قضية اجتماعية ترصد حالة الأطفال، الذين يعيشون في وضعية صعبة، بين الفقر والحرمان، والتهميش، كاشفا أن أحداثه صورت في ثلاث مدن مغربية هي: الرباط، وسلا، والقنيطرة، بشراكة مع إحدى شركات الإنتاج، والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة. ويواصل الممثل المغربي، عبد الكبير الركاكنة، وضع اللمسات الأخيرة على شريطه القصير "بلاستيك"، الذي يحمل بصمته الإخراجية، والأدبية، في أول إشراف فني على الأعمال السينمائية، بعدما أخرج العديد من المسرحيات المغربية، وعن ذلك قال إن "دخولي مغامرة الإخراج السينمائي نابعة من انشغالي بمواضيع وقضايا ذات صبغة اجتماعية، ونفسية، وهو ما جعل الرغبة في معالجتها من زاوية الإخراج تتولد لدي فيما بعد. وهنا يمكن للجمهور المغربي أن يكتشف أعمالي من زاوية الإخراج، وليس التمثيل فحسب". ويعمل الشريط، حسب الركاكنة، على تبيان جوانب العنف الممارس ضد الأسرة بصفة عامة، العنف الناتج عن الإكراهات، التي تتعرض لها الأسر، بسبب الظروف الاجتماعية، والاقتصادية، التي يتولد عنها العنف اللاإرادي، الذي يمس الأسر بطريقة غير مباشرة". وأضاف الركاكنة، أن شريط "بلاستيك" يشارك فيه مجموعة من الوجوه الفنية، منها رشيد الوالي، ولطيفة أحرار، والحسين الشعبي، وآخرون، وهو من سيناريو عبد الإله بنهدار. ومن جهة أخرى، يواصل الركاكنة عرض مسرحية "محكمة الحيوانات"، التي قام بإخراجها، بعدد من خشبات المسارح الوطنية، كان آخرها بمدينة طنجة، ضمن فعاليات المخيم الصيفي، الذي حضره شباب وأطفال من العاصمة الفلسطينية (القدس)، وعرفت تجاوبا كبيرا مع الجمهور الحاضر، لأن نص حوارها باللغة العربية وموضوعها يعالج قضايا البيئة، والتعايش، والتفاهم. وأضاف الركاكنة، أن مسرحية "محكمة الحيوانات" حازت على عدة جوائز، من بينها الجائزة الكبرى بمهرجان الطفل بالرباط سنة 2006، بفضل عطاءات طاقمها التقني والفني، الذين نذكر من بينهم:أحمد الحبابي، وسعيد غزالة، وخالد لمغاري، وعزيز الخلوفي، وآخرين. كما يواصل الفنان المغربي عبد الكبير الركاكنة تجسيد أدواره ضمن البرنامج التليفزيوني "مداولة"، إذ أنهى، أخيرا، تصوير خمس حلقات، يرتقب عرضها على شاشة القناة الأولى خلال شهر رمضان المقبل. وفي سؤال له حول الحالة العامة للمشهد الفني بالمغرب، صرح الركاكنة أن الساحة الفنية بالمغرب عرفت خلال السنوات الماضية، تطورا ملموسا من جانب الأعمال التلفزيونية، والسينمائية، موضحا أنه "ليس هناك أعمال فنية بمستوى واحد، هناك الجيد، الذي يقابله الرديء، فتاريخ السينما بالمغرب لا يتعدى 50 سنة، إذ عرفت إكراهات عديدة، إضافة إلى تطورات جنينية متواصلة، خولت لبعض الأفلام السينمائية المغربية تحقيق المبتغى بالمشاركة في أكبر المحافل الوطنية والدولية، وهذا أمر مشرف جدا". ومن جهة أخرى، ذكر الفنان المغربي، عبد الكبير الركاكنة، بصفته عضوا في المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمحترفي المسرح، فرع جهة الرباط، أن النقابة عمدت إلى تهيئة البنية التحتية للفنان المغربي، عبر تقنين مجال التمثيل، وخلق قانون الممثل، الذي جرى تفعيل أحد بنوده، وهو خلق بطاقة الفنان، التي أعطى انطلاقتها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2008، مشيرا إلى أن "التمثيل أصبح مهنة قائمة الذات، بفضل جهود النقابة المتواصلة، إذ بدأ الفنان المغربي يشتغل في مجال مقنن، تحكمه أسس وضوابط قانونية، على عكس ما كان من قبل، حيث كان لا فرق بيننا وبين مهربي السلع الأجنبية". وحول ما آل إليه المسرح المغربي، ذكر الركاكنة، أنه بعدما كان في أوج عطائه، بفرقه الوطنية المرموقة، أصبح يعاني من سياسة دعم اعتباطية، أشار إلى أنه "يجب تغييرها، وإعادة النظر في أب الفنون، الذي فقد بريقه بسبب دعم غير عقلاني، من طرف الجهات الوصية، وعلى رأسها وزارة الثقافة"، مستطردا أنه "لم تعد هناك مسرحيات جيدة المستوى، مثلما كانت عليه من ذي قبل، وحتى المهرجان الوطني الأخير للمسرح، فهو مهرجان فاشل بكل المقاييس، بدليل عدم حضور الجمهور بشكل مكثف ليملأ جنباته، إذ حضر فيه حوالي 150 فردا وهذا أمر يحز في النفس كثيرا". وخلص الركاكنة، "حان الوقت لإنقاذ المسرح المغربي، وحانت معه ساعة تفعيل بطاقة الفنان بشكل كلي"، وعبر عن رغبته في إرجاع ثقة الجمهور المغربي في المسرح الوطني كما كان من قبل.