أكد تقرير صادر عن برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا، عقد، أخيرا، في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن تكون معرضة لانتشار كبير لمرض الإيدز لدرجة تصل إلى الوباء. الوقاية من فيروس السيدا خيروسيلة للعلاج وذكر التقرير أنه، خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية، أي منذ بداية اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسبة "HIV"، بقيت نسبة الإصابة بالمرض منخفضة، إذا ما قورنت بمجموع السكان، وهو ما يرفع آمال القائمين على البرنامج الأممي في وقف انتشاره حاليا. من جانبها، أكدت الدكتورة هند الخطيب عثمان، مديرة فريق الدعم الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز في إقليم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن نتائج التقرير كانت "إيجابية للمنطقة فالبيانات أظهرت أن المنطقة لن تتعرض لانتشار وباء الإيدز، لكنها وضحت، في الوقت ذاته، أنه يجب العمل الهادف، لأن هناك من هم مصابون بالمرض وهذه الفئات عادة ما تكون منسية". وبحسب التقرير، تنحصر الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض في المنطقة في تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، والعاملين بالجنس، والرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، وقد بلغ مجموع المصابين بالإيدز، في نهاية عام 2008، نحو 412 ألف شخص، وهو ما يزيد عن عدد الحالات في عام 2001، التي وصلت إلى 270 ألف مصاب. من جانب آخر، يظهر التقرير أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية، التي كان من الصعب الحصول على المعلومات المتعلقة بالمرض فيها، مثل البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، وعمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واليمن. ويعود السبب في ذلك حسب الخطيب، إلى أن الإقليم "ما يزال خاليا من نظام المراقبة والتقييم، كما أن هذا الموضوع يعتبر من المحرمات، فالقليل من الناس يتقدم ليفصح عن حالته، فالإحصاءات سيئة جدا، وهو أمر يجب العمل عليه لتطويره". فالتقرير، الذي حمل عنوان "حوار السياسات حول الإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، يؤكد أنه، رغم التقدم المحرز الذي تمثل في حصر انتشار المرض، ومنع وصوله إلى درجة الوباء، يظل إسهام المجتمع المدني محدودا في جهود الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة. ويرى التقرير أن للمجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية دورا محوريا في إيصال الخدمات العلاجية والوقائية إلى كافة القطاعات البشرية الرئيسية في هذه القضية. وحول الخطوة التالية بعد إصدارهذا التقرير، يقول تيم مارتيناي، مدير برنامج الفاعلية والدعم في برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، "من منظورنا كبرنامج عالمي، يجب التأكيد على ثلاث أو أربع نقاط رئيسية. أولا الاستمرار في دعم السياسات والقيادات الخاصة ببرامج التوعية في المنطقة، والاستمرار في الحصول على معلومات وأمثلة لحالات تظهر كيفية انتشار المرض، ثالثا التركيز على شرائح رئيسية في السكان ممن تعاني من هذا المرض لإحداث التغيير، وأخيرا، محاولة التركيز على طرق جديدة لوقف انتشار المرض والعلاج." يذكر أن جزءا من أهداف المؤتمر كان التأكيد على أن مرض الإيدز لا يحمل بين ثناياه مستقبلا مظلما على الدوام، بل جاء هذا التقرير ليؤكد على حقيقة أن تكاثف المجتمع، والتعامل المباشر والواضح مع هذا المرض هو حقيقة لا بد من التعايش معها، ليضمن المريض والسليم على السواء حق كل منهما في العيش الكريم.