داء فقدان المناعة المكتسبة السيدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لن يتحول إلى وباء بالنظر إلى نسبة الإصابة المنخفضة إذا ما قورنت بمجموع السكان، وذلك منذ بداية اكتشاف فيروس نقص المناعة المكتسبة (VIH)، أي السنوات الخمس والعشرين الماضية. هذا ما كشف عنه تقرير صادر عن برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة السيدا، والذي عقد مؤخرا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة. وحسب التقرير، الذي يحمل اسم «حوار السياسات حول الإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم المتعلقة بفيروس نقص المناعة البشري في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، فإن الأسباب الرئيسية للإصابة بالمرض في المنطقة هي تعاطي المخدرات عن طريق الحقن، والاتصال الجنسي غير المحمي الشاذ والطبيعي، وقد بلغ مجموع المصابين بالسيدا في نهاية سنة 2008 نحو 412 ألف شخص، فيما تظهر أرقام المنظمة الإفريقية لمكافحة السيدا أن المغرب يسجل سنويا 600 ألف حالة جديدة من المصابين بالأمراض المتنقلة جنسيا، وبداء السيدا، وقالت إن عدد الحالات المؤكدة للسيدا في المغرب منذ 1986 إلى 2009، بلغ 3 آلاف و198 حالة. وفي تعليقها على ما جاء في التقرير، في اتصال أجرته معها «أخبار اليوم»، أكدت البروفيسور حكيمة حميش، رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة السيدا، أنه لا يجب أن نفرح بشكل كبير بما جاء فيه، بل يجب أن نأخذ حذرنا، ف»صحيح أن نسبة الإصابات بداء السيدا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأكثر انخفاضا عالميا بالمقارنة مع مجموع السكان، لكنها في الوقت ذاته تسجل نسبة إصابات كبيرة لدى فئات معينة من بينها ممتهنات الدعارة في أكادير اللواتي تشكل نسبة الإصابة بينهن 8 في المائة، والسجناء والمتعاطون للمخدرات عن طريق الحقن في مصر، حيث تشكل نسبة الإصابة في صفوف هذه الفئات 18 في المائة، وهو ما يجعل نسبة الإصابات في هذه الأوساط تثير نوعا من القلق». وأوضحت المنظمة أن 81 في المائة من هذه الحالات أصيبوا بالسيدا عن طريق الجنس، و4 في المائة عبر تعاطي المخدرات، و1 في المائة عبر نقل الدم، و3 في المائة عبر طرق غير معروفة. من جانب آخر، يظهر التقرير الأممي أن هناك عددا كبيرا من الدول العربية التي كان من الصعب الحصول على المعلومات المتعلقة بالمرض فيها، مثل البحرين، والعراق، والأردن، والكويت، وليبيا، وعُمان، وقطر، والسعودية، وسوريا، والإمارات، والضفة الغربية، وقطاع غزة، واليمن. ويرى الخبراء أن المنطقة لاتزال تفتقر إلى البيانات الكافية لتشكيل استراتيجية متماسكة للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشري السيدا. واعترف التقرير بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «لا تزال تشكل نقطة شاذة في الخريطة العالمية لمكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة السيدا». واتفق الخبراء على أن التحدي الرئيسي الذي تواجهه المنطقة يتمثل في وصمة العار المرتبطة بفيروس نقص المناعة المكتسبة السيدا، والتمييز ضد الأشخاص المتعايشين معه.