قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، إن"الطابع الروحي للأعمال الفنية هو ما يمنحها قيمتها المتداولة". وأوضح بن عيسى، خلال ندوة تناولت موضوع "الفن المعاصر في ضوء الأزمة المالية الحالية"..نظمتها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 26 يوليوز الجاري، أن الفن يتميز ببعض الخصوصيات تحكمها متغيرات تتعلق بالذوق والجمالية وقواعد السوق، معتبرا أن مجالات الفن تعيش الأزمة بصيغة أو بأخرى. واستعرض بن عيسى تجربة مدينة أصيلة في إرساء ثقافة للفنون خاصة التشكيلية، مبرزا أن المدينة كانت سباقة في مجال الممارسات الفنية المعاصرة، وطرح الأسئلة الجوهرية بشأنها. وأضاف أن اللقاء يهدف إلى القيام بوقفة تحليلية وتأملية تتناول الجانب التداولي المرتبط بقوانين السوق والجانب الجمالي، في ظل انعكاسات الأزمة المالية العالمية. واستعرضت باقي المداخلات مدى قدرة السوق الفنية على مقاومة الأزمة، التي تضرب جميع المجالات، مبرزة الخصوصية، التي يحظى بها سوق الفن، من حيث قدرته على البقاء، حتى عندما تكون الظروف غير ملائمة. وأبرزت، بالخصوص، أن الفنون التشكيلية والفنون البصرية عموما، تميزت بسلاسة وليونة جعلتها تتلقى الأزمة وتمتصها من غير أن تترك لها مجالا للتأثير المدمر، مسجلة أن أقوى المعاملات في مجال بيع الأعمال الفنية جرت في خضم الأزمة المالية العالمية. وأكدت المداخلات أن الفنون تابعت نموها، معتبرة أن هذه الصلابة، وإن كانت أدهشت العديد من المتتبعين، فإنها تنم عن قدرة الفنون على خلق المسافة اللازمة مع المحددات المالية والاقتصادية، أو ابتكار آليات لامتصاصها. واعتبرت المداخلات أن بنية سوق الفن تتحدد بالأساس انطلاقا من اسم الفنان، وكذا الأروقة الفنية التي تعرض الأعمال والإبداعات، مبرزة أن هذه السوق يتحكم فيها أساسا نفسية المقتني للأعمال الفنية. وتطرق المتدخلون إلى مختلف مظاهر الأزمة المالية، التي أرخت سدولها، السنة الماضية، على معظم القطاعات المالية والاقتصادية، مسجلين أنه إذا كانت معظم هذه القطاعات مهيكلة بطريقة تمكن من سبر مدى التأثر بالأزمة، فإن المجال الفني عموما (تشكيل ونحت وفنون بصرية) قد عاش الأزمة بطريقة خاصة لم تجر دراستها. وأشاروا إلى خصوصيات المجال الفني، المتمثلة أساسا في كونه إنتاجا رمزيا أولا وقبل كل شيء، وكون قيمته المالية تعود بالأساس إلى مجموعة من الضوابط، التي تتحكم في خلود العمل الفني، والمتعلقة بالجودة الفنية، والتأثير التاريخي، والندرة والزمن. وتعرف هذه الندوة، التي تتواصل أشغالها اليوم الأحد بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، مشاركة عدد من النقاد الفنيين والمثقفين والمسؤولين عن أروقة المعارض الفنية، على الخصوص من لبنان، ومصر، وفرنسا، والإمارات، وساحل العاج، وسورية، وتونس، إلى جانب المغرب.