قال محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن موسم أصيلة الثقافي الدولي يعد منتدى سعى على الدوام إلى التأسيس لحوار ناجع وهادف، مستند على احترام الرأي الآخر والإصغاء إليه. وأوضح بن عيسى، في كلمة ألقاها، مساء أول أمس السبت، خلال افتتاح ندوة " الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية"، التي تنظمها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، في إطار الدورة 32 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، أن هذا التوجه شكل الوسيلة المثلى لتوسيع دائرة المعرفة المتبادلة بين الشعوب والحضارات والثقافات. كما يمثل هذا المنتدى، يضيف بن عيسى، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، ورئيس المجلس البلدي لأصيلة، "إحدى الوسائل لردم هوة الاختلاف والتباعد القائم، الناتج عن الجهل بحقيقة الآخر. وأشار إلى أن "استضافة المملكة المغربية، من خلال أصيلة، لدولة الإمارات العربية المتحدة، لا تمليها فقط تقاليد الضيافة وروابط الأخوة، بقدر ما هي تعبير أصيل وعميق عن الرغبة المشتركة في تمتين عرى العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين". من جهته، أشار وزير الثقافة، بنسالم حميش، إلى رمزية الموسم الثقافي الدولي لمدينة أصيلة، والإشعاع الذي يحظى به على المستوى العربي والإسلامي والدولي. وأبرز، بخصوص موضوع الندوة الافتتاحية، أن المغرب عازم على تسخير مؤهلاته من طاقات نظيفة، من أجل الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة، مسجلا أن الإرادة تعد طاقة متجددة. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر ميغيل أنخيل موراتينوس، وزير الخارجية والتعاون الإسباني، أن مستقبل الأمم رهين بتطوير الطاقات المتجددة، ما سيسمح بتقليص نسبة الفقر في الدول السائرة في طريق النمو، موضحا أن الطاقات المتجددة تعد من أهم التحديات التي تواجه العالم حاضرا ومستقبلا. ونوه رئيس الديبلوماسية الإسباني بالجهود التي يبذلها المغرب، من خلال عدد من المشاريع المهمة، في سبيل تطوير الطاقات المتجددة، الأمر الذي سيحول المغرب، يضيف موراتينوس ، إلى أرضية طاقية مهمة. وأضاف أن الندوة، التي يحتضنها موسم أصيلة الثقافي الدولي، تشكل أرضية للتبادل في المجال الطاقي بين بلدان الجنوب والشمال، وتوفر فرصة قيمة لإمعان الفكر من أجل الاستعداد للتعامل مع تحديات المستقبل. من جانبها، شددت الشيخة رشا الحمود الجابر الصباح، ممثلة سمو رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، في هذا اللقاء، على ضرورة مد جسور التعاون وتعزيز التواصل بين الشعوب، مشيرة إلى أن العلاقات الوثيقة، التي تجمع بين المغرب والكويت، تعد نموذجا للاحترام يحتذى به في العالم العربي. كما أشارت إلى الرصيد الكبير للتعاون بين البلدين، الذي يعكس رؤية استراتيجية ينهجها المغرب والكويت في جميع المجالات. أما سلطان جابر، الرئيس التنفيذي لشركة "أبو ظبي لطاقات المستقبل"، فتطرف، من جهته، إلى أهمية الطاقات المتجددة في تحقيق اقتصاد مستدام، مبرزا تجربة دولة الإمارات في مجال الطاقة النظيفة. وأشار إلى أن الالتزامات المشتركة في التعامل مع التغيرات المناخية والطموحات من أجل تحقيق طاقة نظيفة، تعد أحد حلول المستقبل. ومن جانبه، ركز عثمان بن جلون، رئيس المجموعة المهنية لبنوك المغرب، على أن الطاقات المتجددة خزان لا ينضب، في سياق عالمي يطبعه ارتفاع الطلب على المنتوجات الطاقية. وأشار إلى ظهور مفهوم جديد للنمو الاقتصادي، يسعى إلى السير بالبشرية نحو تعايش أفضل بين الحضارات والشعوب. وتتواصل أشغال ندوة "الطاقات المتجددة: وثبة على طريق التنمية البشرية"، بمشاركة عدد من الخبراء في مجال الطاقات المتجددة. ويحتضن موسم أصيلة الثقافي الدولي هذه الدورة، بشراكة مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، و"هيئة أبو ظبي للتراث والثقافة"، و"شركة أبو ظبي لطاقات المستقبل" (مصدر) في دولة الإمارات العربية المتحدة، عدة فعاليات في العلوم والآداب والفنون. كما يستضيف ورشة للصباغة على الجداريات، يشارك فيها فنانون من المغرب، والإمارات، وألمانيا، وإسبانيا، واليابان، والسودان، وكذا دورة تدريبية في فنون الحفر.(و م ع)