ألغت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف، في الدارالبيضاء، أول أمس الثلاثاء، الحكم الابتدائي، القاضي ببراءة المتابعين في قضية الطفلة نجوى عوان، 11 سنة، التي بترت ساقها، بسبب عضة كلب "بيتبول".نجوى وعائلتها في محكمة الاستئناف (مشواري) والحكم عليهما بأداء تعويض في الدعوة المدنية قيمته 600 ألف درهم، تضامنا بينهما، و120 درهما غرامة في الدعوى العمومية لكل واحد منهما، واعتبار الفعل مخالفة في باب الإهمال. وتميزت الجلسة بعدم حضور المتابعين في القضية، مقابل حضور عائلة الطفلة نجوى عوان، وجمعيات مغربية وإسبانية، دخلت طرفا مدنيا في قضية الطفلة، التي كان والدها ومدربها توعدا بأن تكون بطلة واعدة في المارطون، غير أنها أصبحت طفلة معاقة. وعبرت الضحية أمام هيئة المحكمة عما يخالجها من شعور وإحساس، منذ تعرضها بتاريخ 27 يناير 2008، لعضة الكلب في حي إسلان بالبيضاء، حين كانت تلعب رفقة صديقاتها، مشيرة إلى أنها أصبحت تشعر بأنها طفلة غير سوية، وأن نظرات الناس التي لا تفارقها، تشعرها بأحاسيس غير طبيعية، إلى درجة أنها أصبحت تكره الذهاب صيفا إلى البحر، بسبب نظرات الآخر. وأكد عزوز عوان، والد الضحية، أن الأسرة عانت الكثير، منذ الإعاقة، إذ أمضت الأسرة سنة كاملة في إسبانيا بغرض العلاج، وما صاحب ذلك من عدم إتمام الطفلة دراستها، وتعرضها لضغوطات نفسية أثرت عليها وعلى أسرتها سلبا. يذكر أن المحكمة الابتدائية قضت في 11 ماي 2009، بعدم الاختصاص، والإيذاء غير العمد، بعد أن رفع والد الضحية دعوى ضد مالك الكلب، الذي نفى ملكيته للكلب. ويشار إلى أن غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف، استمعت، خلال الجلسة السابقة، إلى دفاع الضحية، الذي طعن في الحكم الابتدائي، واعتبر التعليل الصادر غير صحيح وغير مبني على أساس، كما طالب في الوقت ذاته من هيئة الحكم بتكوين قناعتها، انطلاقا مما صرح به الشهود، الذين تضاربت أقوالهم وجاءت متناقضة. وكانت الغرفة استمعت، إلى مسؤول بفريق لكرة القدم، مالك كلب "بيتبول"، إذ صرح أنه لم يكن موجودا بمنزله لحظة وقوع الاعتداء على الطفلة، مضيفا أنه لم يعلم بالحادث، إلا حينما جرى الاتصال به لإخباره بذلك. وبعد تعرض الطفلة للحادث، عرضتها أسرتها على مصحة خاصة، وأجريت لها عملية جراحية، ارتكب أثناءها خطأ كبير، ليتقدم والد الطفلة بشكاية إلى دائرة الأمن بسيدي معروف، عقب ظهور مضاعفات على ساق الطفلة، فلم يجد الأطباء بدا من بترها.