قدمت القناة التلفزية الإسبانية "تيلي سينكو"، أخيرا، ربورتاجا حول مهاجرين مغاربة، يعيشون تحت جسر قنطرة بضواحي العاصمة الإسبانية، مدريد، على الطريق الوطني رقم م 30، الذي يعبره، يوميا، مئات الآلاف من السائقين، دون أن يخطر ببالهم أن داخل الجسر توجد "حياة". وأوضح الربورتاج، الذي كان يحمل عنوان "العيش داخل جسر"، أن ولوج جوف الجسر "أمر صعب جدا"، وأن الذين يعيشون بداخله هم، فقط، من يعرفون منافذه، إذ وضعوا أمام إحدى الحفر سلما، يوصلهم إلى "مدينة البؤس والشقاء". عند ولوج جوف الجسر، تجد نفسك في عالم لا نهاية له، مليء بالقمامة والجرذان، تمتد على طوله أكواخ مبنية من الخشب والأثواب القديمة، يعيش فيها مغاربة في "سلام"، إلى جانب رومانيين وبولنديين، بين أطنان من النفايات، في جو ملوث، وضجيج يصم الآذان، منبعث من السيارات المارة على الطريق. وفي أحد الأكواخ، يعيش المغربي عزيز (20 سنة)، الذي يعمل في البناء، بعد أن طرد من مركز لإيواء القاصرين بعد بلوغه سن الرشد. وفي تصريحات للقناة التلفزية الإسبانية "تيلي سينكو"، أفاد عزيز أنه يشعر أكثر بالأمان داخل الجسر، لأنه لا يضايقه أحد. وبقرب كوخ عزيز، يعيش مواطن مغربي آخر، محمد، الذي يبيع الورود وسط العاصمة مدريد، التي كان وصل إليها تحت شاحنة قادمة من المغرب. وخلص الربورتاج إلى أنه يصعب تخيل وجود حياة داخل الجسر، موضحا أن هذا "الجحيم" يقع في قلب مدريد، وأن أغلب سكان العاصمة يجهلون "مدينة البؤس والشقاء". يشار إلى أنه، تحت كنيسة "ألمودينا" بمدريد، والقصر الملكي الإسباني، يعيش، أيضا عشرات من المغاربة في أكواخ، بين القمامة والجرذان، البعض منهم يوجد في وضعية غير قانونية، بينما يتوفر البعض الآخر على وثائق الإقامة. ومن وسط الأزبال والروائح الكريهة، التي تزكم أنوفهم يوميا، يكفي أن يرفع هؤلاء "الجيران للقصر الملكي الإسباني" رؤوسهم ليروا مدريد الأكثر أناقة، تقف على بضعة أمتار من حيهم الصفيحي المهمش. وتبقى كنيسة "ألمودينا" والقصر الملكي الإسباني أول منظر تلتقطه أعينهم كل صباح، عند خروجهم من أكواخهم الحقيرة، ليتبخر سحر اللوحة الجمالية عند رؤية "جبال القمامة"، المنتشرة حولهم. من هؤلاء من ذهب إلى إسبانيا على متن أحد قوارب الموت، بحثا عن "الفردوس المفقود"، فوجد نفسه يعيش في ظروف غير إنسانية، وسط الأزبال والجرذان، يحترق صيفا من حرارة الشمس المفرطة، ويتجمد بردا أثناء فصل الشتاء، الذي تعرف خلاله العاصمة الإسبانية انخفاضا كبيرا في درجة الحرارة.