توجّه الآلاف من الناس إلى منتزه ماركيت القومي في شيكاغو يوم 19 يونيو لحضور المهرجان الدولي الحضري المسمى: "الانتقال إلى الشوارع". نظّمت هذا المهرجان شبكة العمل الإسلامي في داخل المدن، "إيمان، واجتذب مهرجان هذه السنة مسلمين وغير مسلمين من كافة المناطق الأميركية. ترأس فنان الهيب هوب موس ديف قائمة ضمت موسيقيين محليين ودوليين قدموا حفلات ترفيهية لجموع وصل تعدادها إلى 40 ألفا. وكان هذا المهرجان قد أقيم للمرة الأولى عام 1997 ويحتفل بإقامته كل سنتين ويستمر في النمو في الحجم والنطاق. قال المنظمون انهم كانوا يحتاجون إلى سنة إضافية لتخطيط إقامة هذا المهرجان، وهو الأكبر في تاريخه. وقالت أحلام سعيد، مديرة الاتصالات في المهرجان إن الحدث شمل موسيقيين جاءوا من بلدان أخرى للمرة الأولى، الأمر الذي أدى إلى توسع المهرجان من حدث يقام في نهاية الأسبوع إلى حدث يدوم طوال أسبوع. قالت أحلام سعيد: "نظراً للتنوع الواسع للمجتمع الإسلامي هنا في شيكاغو، نضطر دائماً لأن نأخذ في اعتبارنا المسائل الدولية المحيطة بنا في مجتمعنا الأهلي الآتية من أنحاء مختلفة من العالم، ولذلك نحاول دائماً ان نرسم خطوط اتصال بين ما يجري محلياً مع ما يجري عالمياً." شملت لائحة الحفلات الدولية في هذه السنة أوركسترا شباب الأندلس التي جاءت من المغرب، وعمر فاروق تكبيلك وأعضاء فرقته الذين قدموا من تركيا، والفرقة الموسيقية تيناريوان التي قدمت من مالي. اختارت الشبكة "إيمان" الفنانين الدوليين جزئياً بالاستناد إلى طرق استعمالهم للموسيقى كوسيلة للتعبير السياسي والاجتماعي مثل موسيقى الهيب هوب الأميركية. وقالت أحلام، "هذه المجموعات التي انتقيناها كانوا إما أناسا نميل بقوة إليهم بسبب ارتباطهم بالمسائل الاجتماعية الأكبر التي يواجهونها، كما بسبب الروابط التي نملكها مع فنانين مختلفين في شبكتنا الذين يميلون بقوة إلى هؤلاء الناس ويشعرون بأن لديهم قصصا قوية لإخبارها." المهرجان: "الانتقال إلى الشوارع" هو أكثر من حفل ترفيهي، فهو مهرجان ينخرط فيه المجتمع الأهلي في نشر الشعور بالمودة المشتركة ومعالجة هواجس اجتماعية من خلال الموسيقى. قالت أحلام ان المهرجان يهدف إلى التعبير عن التعاطف، والرحمة، والتضامن. وأضافت مديرة الاتصالات في المهرجان: "نحاول أن نأتي بهذه المبادئ إلى عامة الناس بطريقة يمكن فهمها، واعتقد ان الموسيقى تُشكِّل طريقة عمل تمكن الناس من الارتباط بها." صورة أكبر وفي حين ان الشبكة "إيمان" خططت ونظمت معظم نشاطات المهرجان، فكانت قد حصلت على المساعدة من المجتمع الأهلي. تشاركت الشبكة "إيمان" مع دائرة الشؤون الثقافية في شيكاغو ومع المنتزه القومي "الميللنيوم" (الذي استضاف أحداثاً خلال الأسبوع) لإقامة أحداث مولها صندوق ائتمان المجتمع الأهلي في شيكاغو. وقالت أحلام:"من خلال صندوق ائتمان المجتمع الأهلي في شيكاغو استطاعوا ان يضمنوا لنا إقامة حدث في وسط مدينة شيكاغو، في المنتزه القومي ميللينيوم، وكان ذلك عملاً عظيماً بالفعل لأنه سمح لنا بإشراك جزء جديد بالكامل من سكان شيكاغو." أُقيم الحدث الرئيسي في المهرجانات السابقة "الانتقال إلى الشوارع"، كما في هذا المهرجان، في المنتزه القومي ماركيت الواقع في القسم الجنوبي لشيكاغو. في العام 1966 قاد القس مارتن لوثر كينغ الإبن مسيرة إلى هذا المنتزه القومي مما أضفى عليه هالة خاصة. الرغبة في المشاركة مع مقيمين هي التي دفعت الشبكة "إيمان" إلى اتخاذ قرار عقد المهرجان في المنتزه القومي ماركيت. قالت أحلام ، "الجزء الجنوبي يمثل مجتمعاً أهلياً مهملاً للغاية، ومع ان نشاطات أخرى تحدث في القسم الجنوبي، فلا يوجد أي شيء في الحقيقة غير مثل هذا المهرجان يستطيع جذب الناس إلى القسم الجنوبي. بالنسبة لي، كان الأمر دائماً بدور حول كيف يمكننا جعل الإسلام شيئاً يستفيد منه الناس من حولنا، حتى ولو كانوا من غير المسلمين." كما أن حضور كافة الفعاليات مجاني. أما لين صلاحي، الطالبة في شيكاغو التي حضرت المهرجان، فقد وجدت معنى لاختيار الموقع. قالت: "اعتقد ان المنظمة اختارت مكاناً يتمتع بمثل هذا التاريخ الغني، مكاناً وثيق الصلة بالعدالة الاجتماعية." وأضافت صلاحي، التي انتقلت مؤخراً إلى شيكاغو من كاليفورنيا، انها تعلمت من مسلمين من منطقة أخرى ان حضور المهرجان هو الشيء "الذي يتوجب القيام به". جرت في ست مناطق تحيط بالمنتزه القومي نشاطات ترفيهية، ونشاطات عائلية، وندوات نقاش. صعد علماء أميركيون مسلمون إلى المنصة لمناقشة مسائل لا تهم فقط المسلمين بل المجتمع الأهلي بكامله. شارك الإمام زيد شاكر من معهد الزيتونة في لجنة حملت الشعار "شفاء الغطاء: متاجر بيع الخمور، التنمية الاقتصادية والمصالحة العرقية." تحدث الإمام سُهيد ويب، حافظ للقرآن ومحاضر حول الشؤون الإسلامية عن "الإيمان والعمل: في ما الذي يربطنا بالقضية." وتركزت مناقشات أخرى على هواجس الأميركيين الأفريقيين وعلى مسائل الهجرة. شارك في الحدث بيغ سمير، فنان موسيقى الهيب هوب يعمل من مركزه في كولورادو سبرينغر، ولاية كولورادو، وقال حتى ولو انه لم يقم بالأداء في الحدث فقد كان يخطط لحضوره فالأمر الذي أعجب به حول المهرجان، بالإضافة إلى الإدارة وتنوع الفنانين، كان روح المهرجان التي أحسّ بها. وقال بيغ سمير: "الطاقة التي حملتها معها "إيمان" كما كافة الفنانين جعلت من المهرجان تجربة إيجابية." وأضاف بانه استمتع برؤية سكان الجوار يحضرون المهرجان. في بعض الأحيان يمكنك مشاهدة حدوث أعمال عنف في الحفلات الموسيقية لفناني الهيب هوب، ولكن ليس هنا. حتى رجال الشرطة كانوا يجلسون هنا وهناك يقرأون البرامج وجداول الحفلات."